مرحلة الطفولة المتوسطة
مرحلة الطفولة المتوسطة
من ثمان إلى اثنتي عشرة سنة
8 - 12 سنة
تاريخيا، لم تعتبر مرحلة الطفولة المتوسطة مرحلة هامة في التنمية البشرية.
نظرية سيغموند فرويد للتحليل النفسي وصفت هذه الفترة من الحياة بالمرحلة الكامنة، وهو الوقت الذي يتم فيه ضبط الميولات الجنسية والعدوانية.
واقترح فرويد عدم تقديم مساهمات كبيرة لتنمية شخصية الطفل خلال هذه الفترة.
ومع ذلك، فقد اعترف العلماء اصحاب النظريات الأحدث أهمية الطفولة المتوسطة لتطوير المهارات المعرفية، والشخصية، والتحفيز، والعلاقات الشخصية الداخلية.
يتعلم الأطفال خلال مرحلة الطفولة المتوسطة قيم مجتمعاتهم.
وهكذا، يمكن أن تسمى المهمة الأولى للنمو والتطور في مرحلة الطفولة المتوسطة الاندماج والتكامل، سواء النمو الداخلي أو نمو وتطور الفرد في السياق الاجتماعي.
ربما دعم مرحلة الطفولة المتوسطة كونها مرحلة كامنة، والنمو البدني خلال مرحلة الطفولة المتوسطة هو أقل بشكل كبير مما كانت عليه في مرحلة الطفولة المبكرة أو المراهقة.
ويبقى النمو بطيء وثابت حتى بداية سن البلوغ، عندها يبدأ الأفراد في النمو بوتيرة أسرع بكثير.
ويختلف العمر الذي يدخل فيه الأفراد سن البلوغ، ولكن هناك دلائل ملموسة تبين تناقص سن البلوغ بمرور الوقت.
عند بعض الأفراد خاصة البنات، قد يبدأ سن البلوغ في سن الثامنة أو التاسعة.
بداية البلوغ تختلف بين الجنسين وتبدأ في وقت أبكر عند الإناث.
كما هو الحال مع النمو البدني، فإن النمو المعرفي للطفولة المتوسطة بطيء وثابت.
ويستفيد الأطفال في هذه المرحلة من المهارات المكتسبة في مرحلة الطفولة المبكرة والاستعداد للمرحلة التالية من تطورهم المعرفي.
كما أن قدرة استنتاج الأطفال تؤسس بشكل كبير في هذه المرحلة.
وكذلك يتعلمون مهارات مثل تصنيف وتشكيل الفرضيات.
وفي حين أن الأطفال في هذه المرحلة أكثر نضوجا فكريا عما كانوا عليه قبل بضع سنوات، فإنهم لا يزالون بحاجة إلى أنشطة تعلم عملية.
إن مرحلة الطفولة المتوسطة هي الوقت الذي يمكن فيه للأطفال أن يكتسبوا الحماس والتحفيز للتعلم والعمل، حيث يصبح الإنجاز عاملا محفزا لهم وخلال تلك المرحلة يعملون على بناء الكفاءة واحترام الذات.
الطفولة المتوسطة هي أيضا وقت يطور فيه الأطفال الكفاءة في العلاقات الشخصية والاجتماعية.
الأطفال في هذه المرحلة لديهم تطور في علاقاتهم مع الأقران، ومع ذلك فهي تتأثر بشدة بأسرهم .
إن المهارات الاجتماعية التي تعلمها الطفل من خلال العلاقات بين الأقران والعائلة، وقدرة الأطفال المتزايدة على المشاركة الفعالة في التواصل مع الأشخاص، توفر أساسا ضروريا للتحديات التي تواجه المراهقين لاحقا. الأقران يكونوا ذو أهمية في هذه المرحلة، والمهارات المكتسبة من هذه العلاقات يمكن أن توفر الأسس لبناء علاقات جيدة لبالغين أصحاء.
الآثار المترتبة على التعلم داخل المدرسة في مرحلة الطفولة المتوسطة
وبالنسبة لعدید من الأطفال، فإن مرحلة الطفولة المتوسطة ھي وقت ممتع في الاستقلال المتزايد، والصداقات الأوسع، وتطویر الاهتمامات، مثل الرياضة والفن والموسيقى.
ومع ذلك، فإن التحول الملحوظ والمتميز على نطاق واسع في الأداء المدرسي يبدأ لكثير من الأطفال في الصف الثالث أو الرابع (سن الثامنة أو التاسعة). المهارات المطلوبة للنجاح الأكاديمي تصبح أكثر تعقيدا.
الطلاب الذين نجحوا في مواجهة التحديات الأكاديمية خلال هذه الفترة يستمرون في نجاحهم بشكل جيد، في حين أن أولئك الذين يفشلون في بناء المهارات اللازمة لنجاحهم قد يتراجعون أكثر من ذلك في الصفوف اللاحقة.
والحالات الاجتماعية الأخيرة، دلت على زيادة انتشار العنف المدرسي، واضطرابات التغذية، وتعاطي المخدرات، والاكتئاب والتي تؤثر على العديد من طلاب المدارس الابتدائية والمراحل العليا.
وبالتالي، فإن هناك ضغطا أكبر على المدارس للتعرف على المشاكل التي يمر بها الأطفال بين عمر 8 و 11 سنة، وتعليم الأطفال المهارات الاجتماعية والحياتية التي ستساعدهم على مواصلة تطويرهم ونموهم ليصبحوا مراهقين أصحاء.
الدكتور رضوان غزال MD, FAAP- مصدر المعلومات : healthline.com - آخر تحديث 20/12/2017