المراهقة
أنت تتصفح معلومات طبية موثوقة تتوافق مع معايير مؤسسة الصحة على الإنترنت لضمان تقديم معلومات صحية موثوقة, تحقق هنا.
مؤسسة الصحة على الإنترنت HON

المراهقة

مرحلة المراهقة

مرحلة الطفولة المتأخرة  

تعريف المراهقة :

يمكن تعريف المراهقة بطرق مختلفة : من الناحية الفيزيولوجية والثقافية و الفكرية،فكل طريقة تشير إلى تعريف مختلف قليلا.

وبما يخدم أهداف  هذه المناقشة، تعرف المراهقة بأنها فترة البناء الثقافي تبدأ عادة عندما يصل الأفراد إلى مرحلة النضج الجنسي وتنتهي عندما يؤسس الفرد هويته الشخصية كفرد بالغ في بيئته الاجتماعية.

في كثير من الثقافات قد لا تكون المراهقة موجودة، أو قد تكون قصيرة جدا، لأن بلوغ النضج الجنسي يتزامن مع دخول مرحلة البلوغ .

ومع ذلك في الثقافة الحالية للولايات المتحدة، قد تستمر المراهقة حتى  بداية العشرينات.

 المهمة الأساسية  للتطور في مرحلة المراهقة هي تشكيل الهوية.

وتشكل سنوات المراهقة مرحلة أخرى من النمو السريع.

الأفراد يمكن أن تنمو  أربع إنشات زيادة ويزداد وزنها من  ثمانية إلى عشرة رطل سنويا.

 وغالبا ما تتميز أول سنتين من سنوات المراهقة بالنمو السريع، تليها ثلاث سنوات أو أكثر من النمو البطيء والثابت. وبحلول نهاية مرحلة المراهقة، يمكن للأفراد الحصول على ما مجموعه سبعة إلى تسعة إنش في الارتفاع، وأربعين أو خمسين رطلا في الوزن.

وهذه الفترة من النمو السريع لا يمكن التنبؤ بها بدرجة كبيرة،إلا أنها تختلف بين الأفراد والجنس. وبشكل عام تبدأ الإناث في البلوغ قبل الذكور.

النضوج لجنسي هو واحد من أهم التطورات خلال هذه المرحلة.

مثل النمو البدني، هناك تباين كبير في سن البلوغ الجنسي بين الأفراد.

الإناث غالبا تبلغ في سن حوالي ثلاثة عشر، والذكور في حوالي خمسة عشر.

النمو خلال هذه الفترة يتعلق بالغدة النخامية من خلال افراز هرمونات التستوستيرون (الذكور) وهرمون الاستروجين (الإناث).

وهناك دلائل متزايدة على البلوغ الجنسي المبكر في البلدان المتقدمة ، حيث انخفض متوسط ​​العمر الذي تصل فيه الإناث إلى الحيض من ثلاثة إلى أربعة أشهر كل عشر سنوات بين عامي 1900 و 2000.

المراهقة هي فترة مهمة للتنمية المعرفية أيضا، كما أنه يمثل انتقالا في طريقة التفكير وتحليل اسباب المشاكل والأفكار.

 في مرحلة المراهقة المبكرة، يمكن للأفراد تصنيف وتنظيم الأشياء، وتحليل العمليات والتفكير الرجعي ( العكسي ) فيها ، والتفكير منطقيا حول الأشياء الملموسة، والنظر في الأمور من وجهات نظر مختلفة وفي وقت واحد.

ومع ذلك، وفي هذا المستوى من النمو، يستفيد المراهقون أكثر من التجارب المباشرة من الاستفادة من الأفكار والمبادئ المجردة.

 بينما المراهقين يطوروا مهاراتهم المعرفية لتصبح أكثر تعقيدا، فإنهم يكتسبون القدرة على حل مشاكل أكثر تجردا. وممارسة هذا النوع من التفكير  تؤدي  زيادة القدرة على التفكير بطرق افتراضية حول الأفكار المجردة، والقدرة على توليد واختبار الفرضيات بشكل منهجي، والقدرة على التفكير والتخطيط للمستقبل، والمعرفة العليا  (القدرة على الرد على افكار شخص ما).

وعندما يدخل الأفراد مرحلة المراهقة، يواجهون عددا متنوعا من التغييرات في وقت واحد. ليس فقط أنهم يعانون من النمو البدني والمعرفي الكبير، ولكنهم يواجهون أيضا ظروف جديدة، والمسؤوليات، والناس.

الدخول إلى المدرسة المتوسطة والثانوية يدفع الطلاب إلى بيئات فيها العديد من الناس الجدد، والمسؤوليات، والتوقعات.

في حين أن هذا التحول يمكن أن يكون مخيفا، فإنه يمثل أيضا خطوة مثيرة نحو الاستقلال. ويحاول المراهقون القيام بأدوار جديدة، وطرق جديدة للتفكير والتصرف، وهم يستكشفون أفكارا وقيما مختلفة.

إريكسون بين أن  البحث عن الهوية والاستقلال في إطار التطور يكون مدى الحياة.

وتتسم مرحلة المراهقة بنزاع بين تشكيل الهوية والفوضى  في الأدوار.

وخلال هذه الفترة، يطور الأفراد مفاهيمهم الذاتية عن بيئتهم الاجتماعية.

في محاولات منهم أن يصبحوا أكثر استقلالا .

المراهقون غالبا ما يعتمدون  على أقرانهم لتوجيهم بشأن ما وهذا طبيعي ومقبول.

ويبدأون في الابتعاد عن الاعتماد على أسرهم كمصدر للهوية وقد يواجهون صراعات بين أسرهم وانتماءاتهم وارتباطاتهم المتزايدة مع الأقران.

مع الكثير من الخبرات المكثفة ولمتتالية، فالمراهقة هي أيضا وقت مهم في التنمية العاطفية. تقلبات المزاج هي سمة من سمات المراهقة.

في حين غالبا ما يعزى الأمر إلى الهرمونات، ويمكن أيضا أن يتفهم تقلب المزاج كرد فعل منطقي للتغيرات الاجتماعية والفيزيائية والمعرفية التي تواجه المراهقين، وغالبا ما يكون هناك صراع مع مسألة  تقدير الذات.

 بينما يبحث الأفراد عن الهوية، يواجهون التحدي المتمثل في ملائمة ما يريدون أن يصبحوه مع ما هو مرغوب فيه اجتماعيا.

وفي هذا السياق، غالبا ما يظهر المراهقون سلوكيات غريبة و متناقضة.

البحث عن الهوية، وقلق المراهقين حول ما إذا كانوا طبيعيين، أو متقلبي المزاج  وانخفاض الثقة بالنفس  كل هذه العوامل معا أدت  لإنتاج سلوك متقلب بعنف.

ويلاحظ تأثير وسائل الإعلام والعادات الاجتماعية على نمو المراهقين بشكل اسع النطاق. ويتعرض الشباب للغزو الفكري والاخلاقي بسبب صور العنف والجنس ومعايير الجمال التي لا يمكن تحقيقها.

وقد ساهم هذا الغزو مقترنا بالتغيرات الاجتماعية والعاطفية والجسدية التي تواجه المراهقين، في زيادة العنف المدرسي، والجنسي في سن المراهقة، واضطرابات التغذية.

وبداية العديد من الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب، واضطرابات المزاج ، والفصام، هو أيضا شائع في هذا الوقت من الحياة.

الآثار المترتبة على التعليم داخل المدرسة خلال مرحلة المراهق :

آثار النمو خلال هذه الفترة من التعليم عديدة.

يجب أن يكون المعلمون على بينة من التحولات في التطور المعرفي التي تحدث وتوفير فرص التعليم المناسبة لدعم الطلاب بشكل فردي وتسهيل النمو.

كما يجب أن يكون المعلمون على بينة في التحديات التي يواجهونها المراهقون  من أجل التعرف على المشاكل والمساعدة في حلها إذا ظهرت.

 وغالبا ما يلعب المعلمون دورا مهما في تحديد السلوكيات التي يمكن أن تصبح مشكلة، ويمكنهم أن يكونوا موجهين للطلاب المحتاجين.

الدكتور رضوان غزال MD, FAAP- مصدر المعلومات : healthline.com - آخر تحديث 20/05/2020