غيرة الاطفال
أنت تتصفح معلومات طبية موثوقة تتوافق مع معايير مؤسسة الصحة على الإنترنت لضمان تقديم معلومات صحية موثوقة, تحقق هنا.
مؤسسة الصحة على الإنترنت HON

غيرة الاطفال

غيرة الاطفال

اسباب الغيرة عند الاطفال

مظاهر غيرة الطفل

علاج الغيرة بين الأطفال

Jealousy in children

ما هي غيرة الاطفال ؟

تعتبر غيرة الأطفال إحدى المشاعر الإنسانية الطبيعية عند الأطفالو هي عبارة عن عاطفة قوية ، و أكثر ما تشاهد الغيرة بين الأخوة , فالقليل منها طبيعي و تشكل له دافعاً نحو التطور و المنافسة، لكن الكثير منها قد يفسد الحياة. و يعتبر السلوك العدواني و الأنانية أثر من الآثار الناجمة عن غيرة الأطفال و قد تصبح عادة تظهر بصورة مستمرة، و هنا تصبح مشكلة لا بد من الوقوف عند أسبابها و علاجها..

جميع الحقوق محفوظة - عيادة طب الأطفال Copyright ©childclinic.net

كيف تتكون غيرة الأطفال؟


عندما يقترب موعد ولادة الطفل الثاني في الأسرة مثلاً ، يتم إبعاد الطفل الأول عن والدتهخلال فترة مكوثها في المستشفى و عند عودتها إلى البيت تكون مُجهدة و ترغب في الاستراحة،لكن الطفل يكون تواقاً لحنانها الذي افتقده خلال الفترة الماضية فلا تجد وقتاً لمنحه هذا الحنان، و بعد استراحتها تتوجه العناية إلى المولود الجديد، و يقل الوقت الذي تعطيه للطفل الكبير، و يصل الأهل و الأصدقاء للتهنئة بالضيف الجديدالذي أعطي له كل الوقت و سلطت حوله الأضواء بعد حجبها عن أخيه، حيث يكون باستمرار في حضن والدته.

فيذهب الأكبر إلى سريره مكسور الجناح و في ذهنه أنه قدفقد حب أمه له، و بعد أن يكبر قليلاً يلاحظ أنه يُعاقب لأشياء يُسمح لأخيه الصغير أن يفعلها و لا يعرف سبباً لذلك أو أنه أصغرُ من أن يعرف السبب، و يتنامى لديه الشعور بالغيرة يوماً بعد يوم نتيجة المقارنة أو التفضيل.

جميع الحقوق محفوظة - عيادة طب الأطفال Copyright ©childclinic.net

ما هي أسباب غيرة الأطفال ؟


أسباب غيرة الأطفال قد تكون واحد او أكثر مما يلي :

أ ـ ضعف الثقة بالنفس:
إن ضعف الثقة بين الطفل و من حوله يشكل عاملاً مساعداً على ظهور غيرة الأطفال . كذلك ضعف ثقة الطفل بذاته و بقدراته يؤدي للشعور الشديد بالغيرة كونه ينظر إلى الآخرين دوماً بأنهم أفضل منه ولا يستطيع إدراك قدراته الشخصية التي يتميز بها عنهم. خاصة عندما يكون هذا الطفل معاقاً أو مريضاً وشاعراً بالاختلاف بينه وبين الأطفال الآخرين.

ب ـ ولادة طفل جديد :
يلاحظ أن الطفل في أول حياته يسترعي في العادة انتباه الجميع خاصةٍ إذا كان الطفل الأول ، و يشعر بأن كل شيء له ، و كل انتباه موجه نحوه. لكنهذه العناية الكبيرة قد تتوقف عنه فجأة أو بالتدريج كلما كبر و قد تنتقل إلى المولود الجديدأو إلى شخص آخر في الأسرة.
هذا التغيير قد يترتب عليه الميل إلى الانتقام أو الشروع في سلوكيات يترتب جذب العناية و الانتباه إليه مرة أخرى: كالبكاء أو التبول اللاإرادي أو التمارض أو العدوانية … الخ.


ج ـ تمييز معاملة بعض الأبناء عن البعض الأخر أو بين الذكور و الإناث :
مما يخلق الغرور عند بعض الأبناء، و يثير حفيظة و غيرة البعض الآخر. و قد تظهر أعراضهفي صور أخرى في المستقبل،و من أشكال التمييز أيضاً إعطاء امتيازات كثيرة للطفل عندما يكون مريضاً أو معاقاً مما يثير الغيرة في الأخ الصحيح و تمنيه المرض أحياناً وكراهيته للطفل المريض.

د - بعض الاطفال يكون لديهم غيرة بالفطرة منذ الولادة أكثر من غيرهم

جميع الحقوق محفوظة - عيادة طب الأطفال Copyright ©childclinic.net

ما هي أعراض و علامات غيرة الاطفال ؟


أعراض و علامات غيرة الاطفال هي :

  1. يظهر الطفل الغيور مشاعر عدم الرضا بشكل عام نتيجة شعوره بأنه فقد الحب و الحنان الذي كان يحظى به من والديه
  2. سلوك عدواني إما نحو الطفل الصغير الذي يعتبر منافساً له بعد أن استولى على عرشه في حضن أمه، أو موجهاً نحو الوالدين أو الممتلكات الشخصية بمحاولة إتلافها و تخريبها
  3. طلب شراء و امتلاك كل ما يتم شراؤه للأخ الأصغر....
  4. تقلب مزاج الطفل و عدم الرضا بالهبات التي قد تقدم له من المحيطين مهما كانت غالية الثمن كمحاولة منهم عن تعويضه بما فقده من حنان، و إن قبلها فيكون ذلك وقتياً و سرعان ما يتذكر الهبة الأكبر التي فقدها و هي حضن الأم الدافئ التي لا يستبدلها بأي ثمن.
  5. عودة حالة التبول اللاإرادي التي لم تكن موجودة من قبل، و كأن الطفل يتمنى أن يرجع إلى المرحلة العمرية السابقة لتعتني به أمه كما تعتني بأخيه الصغير، و هذا السلوك ما هو إلا واحد من سلوكيات لفت الانتباه التي يلجأ إليها لطفل لمطالبه والديه بحقه المفقود.

  6. في حالات قليلة قد يحاول الطفل الكبير إيذاء الطفل الصغير بشكلٍ من الأشكال

  7. في حالات قليلة قد يتمارض بعض الأطفال الكبار لكسب عطف و اهتمام الوالدين

و في هذه الحالة على الأم أن تبذل كل المحاولات لجعل طفلها سعيداً وذلك عن طريق تحاشيها التأنيب التوبيخ والعقاب الذي قد يزيد المسألة تعقيداً، حتى لو أصاب أخاه الصغير بسوء, فكل هدفنا أن نجعله يلعب معه ويساعد أمه في خدمته بدلاً من أن نعزله عنه فنربي بينهما الكره منذ الصغر، ففي حالة ضربه أو إصابته له لتأخذه الأم بعيداً في تلك اللحظات, وتجعله مشغولاً, دون أن تؤنبه بل تعطيه الحب والأمان.

جميع الحقوق محفوظة - عيادة طب الأطفال Copyright ©childclinic.net

هل غيرة الاطفال ضارة ام مفيدة ؟


يمكن للوالدين أن يستفيدوا من غيرة الاطفال :

- إيصال الطفل الكبير لمراحل متقدمة من النضج، و ذلك بأن نغرس في نفسه أنه أصبح كبيراً ناضجاً و أنه يعتمد عليه في رعايةأخيه الصغير و أنه سيكون قدوته الذي يتعلم منه.
-
و يمكن تكليف الكبير ببعض الواجبات و منها رقابة أخيه الصغير، حتى يشعر بأنه لا زال محبوباً و موضع اهتمام والديه و أن ولادة أخيهلم تؤثر على ذلك.

- يمكن استثمار غيرة الأطفال أيضا في توليد المنافسة الايجابية للوصول إلى الأفضل على أن لا تصل المنافسة لمستوى الصراع و دون مقارنة الأطفال بعضهم ببعض و احترام قدراتهم جميعاً.

- غيرة الأطفال من بعضهم في التفوق الدراسي أو المهني أو الرياضي أمر جيد و يدعو للتفوق....

جميع الحقوق محفوظة - عيادة طب الأطفال Copyright ©childclinic.net

كيف يمكن تخفيف و علاج غيرة الاطفال ؟

للتقليل و تخفيف من ظاهرة غيرة الاطفال على الوالدين إتباع ما يلي :
- التمهيد لاستقبال المولود الجديد، و خلق علاقة من الحب بين الأخوة، حتى إذا ما جاء المولود شعر أخوه أنه محبب إلى نفسه و ليس منافساًله.

- الاقتصاد في إظهار الحب و العطف للمولود الجديد خاصة أمام إخوته.

- التقليل من مدح بعض الأبناء أمام إخوانهمو يجب اعتبار كل طفل شخصية مستقلة ، لها مزاياها و استعداداتها الخاصة.

- المساواة في التعامل بين الذكور و الإناث، لأن التفرقة تثير الغيرة وتؤدي إلى الشعور بكراهية البنات للجنس الآخر في المستقبل.
- عدم المبالغة في إغداق امتيازات كثيرة على الطفل المريض فتجعله يتمارض أكثر و يثير الغيرة في إخوته نحوه.
- الاستمرار في رعاية الطفل الأول و محبته و تلبية حاجاته الضرورية.
- عدم إشعار الطفل الكبير بأن الوقت و الاهتمام المعطى لأخيه الصغير يشكل عائقاً أمام تحقيق رغباته.
- تكليف الطفل الأول بمجموعة من المهام التي يقوم بها تجاه أخيه الصغير، و حمايته و إعطائه بعض الهدايا.
- عدم المقارنة بين الأبناء على مختلف قدراتهم و ميولهم وأعمارهم، و مراعاة حاجات كل منهم بما يتناسب و طبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها.

- يجب معاملة كل طفل على أنه هو نفسه شخص مميز و مستقل عن الآخرين, و لا يجوز معاملة الاطفال على أنهم متشابهين

- حاول قضاء الوقت المخصص لكل طفل مع هذا الطفل لوحده ما أمكن

- ضع قوانين واضحة لتعامل الأخوة مع بعضهم : كمنع السخرية و تطبيق العدل...


و خلاصة القول أنه يجب مراعاة الفروق الفردية الدائمة بين الأخوة مهما تكن و عدم استثارة المقارنات الفردية المؤدية إلى الغيرة، و لا يمنع ذلك بالطبع من إظهار النواحي الطيبة و نقاط القوة في كل منهم، و محاولة تنميتها و العناية بها.
و يبقى حضن الأم الدافئ الحنون الذي لا يخذل الطفل مهما كبر هو ملاذه الأول و الأخير و الذي يتعامل مع مشكلاته النفسية و الاجتماعية التي تواجهه، و يدعمه للتغلب على كل أشكال القلق والخوف وضعف الثقة بالنفس عنده، بما يزيد من فرص النجاح و يقلل من خبرات الفشل، وينمي القدرة على التعاون الاجتماعي بينه وبين أقرانه و محبتهم...الدكتور رضوان غزال MD, FAAP- - جميع الحقوق محفوظة - عيادة طب الأطفال -Copyright ©childclinic.net - آخر تحديث 27/12/2017

المصادر :

  1. روحي عبدات  أخصائي نفسي تربوي / الشارقة

  2. http://www.ivillage.com