علاج الثلاسيميا عند الأطفال
أنت تتصفح معلومات طبية موثوقة تتوافق مع معايير مؤسسة الصحة على الإنترنت لضمان تقديم معلومات صحية موثوقة, تحقق هنا.
مؤسسة الصحة على الإنترنت HON

علاج الثلاسيميا عند الأطفال

علاج الثلاسيميا عند الأطفال

PRINCIPLES OF THALASSEMIA TREATMENT

 معالجة الثلاسيميا بنقل الدّم

BLOOD TANSFUSION FOR CHILDREN IN THALASSEMIA

يتكون علاج الثلاسيميا عند الأطفال من 5 مبادئ رئيسية :

  1. نقل الدم المتكرر للحفاظ على خضاب الدم أعلى من 10 غ
  2. التخلص من الحديد الزائد في الجسم و الناجم عن نقل الدم المتكرر
  3. زراعة نخاع او نقي العظام او الخلايا الجذعية لبعض مرضى الثلاسيميا
  4. استئصال الطحال لبعض مرضى الثلاسيميا
  5. علاج المشاكل الطارئة الأخرى

و هذه الصفحة تبحث نقل الدم المتكرر للأطفال من أجل علاج مرضى الثلاسيميا

  أصبح من الواضح في السنين الأخيرة أنّ مرض الثالاسيميا والذي كان يعتبر مرضاً مميتاً، يمكن معالجته بشكل فعال، ويمكن الوصول إلى أفضل النتائج من خلال التمسك الدقيق والمنتظم ببرنامج العلاج مع مراعاة النتائج التي نصل إليها.

وكان البرنامج المشترك الإيطالي أفضل ما أنتج عام 1980 ومسايراً للعلاج المفضل: نقل الدم واستخلاب الحديد، وأكثرها انسجاما لما جاء في مؤتمر البحر الأبيض المتوسط الأول لنقل الدم في التالاسيميا المنعقد في روما كانون الثاني 1984، وعلى كل حال أعيد النظر في البرامج السابقة وأصبح التعامل مع بعض جوانبها فقط، لذلك كان لابد من وضع برنامج علاجي جديد. كانت التطورات الأخيرة أقل إثارة من المراحل المبكرة أو بشكل أدق فترة التنفيذ وإعادة تحديد الأفكار ومراقبة التطورات الطبية الجديدة التي أعقبت التطورات الأولى وما زالت مستمرة، لذلك يعتبر هذا البرنامج أكثر ملائمة من سابقيه، على الأقل في بعض جوانبه.

صمم البرنامج في السنوات الأخيرة، لكنه من المؤكد أنه سيصبح عتيق الطراز إضافة إلى كل الحقائق العلمية عرضة للتصحيح والتنقيح خلال مرور الوقت لذلك فبرنامج المعالجة ليس في النية تطبيقه بشكل حازم ولكنه مع ذلك يمثل برنامجاً يمكن العودة إليه خلال المزاولة الروتينية وكمنطلق للدراسة العلمية. ومن الأهمية بمكان التأكيد على مريض التالاسيميا يحتاج لعناية شاملة. تتألف مجموعة معالجي المرض من طبيب أطفال وأخصائي دمويات وطبيب عام أو أكثر ويمكن أن يكون هناك طبيب نفسي، يطلب من هذه المجموعة التعامل مع جميع المشاكل الطبيّة من المعالجة والتشخيص. أيضاً مع الأمراض الثانوية والمشاكل النفسية للمرض وعائلته.

تطورت قواعد نقل الدم بشكل ملحوظ في العشرين سنة الماضية، فقبل عام 1960 كان نقل الدم بشكل متقطع وعندما ينخفض الخضاب لما دون 6-7 غ/100 مل. اقترح العالم أورسيني دعم الخضاب عندما يكون الأخير فوق 8غ/100 مل. في عام 1968 اقترح العالم بيوميلي نظام الزيادة في نقل الدم حين يكون الهيماتوكيت قبل النقل أكثر من 28% مترافقاً مع خضاب حوالي 9.3غ/100مل .

هذا البرامج  العلاجي والتي تؤدي لسوية خضاب أعلى، مقبولة بشكل عام لأنها تسمح بـ:

1)  فعالية فيزيائية طبيعية.

2)  تحسن النمو.

3)  تخفيف نقص أكسجين الدم المزمن ونقص تصنع نقي العظام الثانوي.

4)  تأخير تضخم الطحال وفرط عمله، لأنها تنقص عدد الكريات الحمر التي تحوي السلسلة غاما والتي تترسب في الطحال.

و ما تزال العلاقة بين سوية الخضاب المراد الوصول إليها والدم الذي نحتاجه لذلك غير واضحة تماماً , و أبدت عينات من المرضى ذوي زمرة بيتا تالاسيميا علاقة مباشرة لارتفاع سوية خضاب الدم ومقدار الدم المأخوذ ( أنظر المخطط 1).

بينما أبدت عينات أخرى من مرضى بيتا تالاسيميا الحاجة لأخذ دم متواصل لتبقى سوية متوسطة الخضاب بين 9-10غ/100 مل، (أنظر المخطط 2 )، ولو لوحظ عند بعض المرضى وبشكل فردي نقص استهلاك الدم عندما ارتفع متوسط الخضاب من 10.5 إلى 11غ/100 مل . هذه الدلالة غير المتوقعة هي نتيجة لحقيقة أن ارتفاع متوسط مستوى الخضاب يسبب نقص في نقي العظام، وبالتالي فكمية الدم التي يجب أن تعطى لرفع الخضاب عندما يكون مستوى الخضاب عالياً هي أقل من الكمية عندما يكون مستوى الخضاب أقل لدى مريض لا تعطى كميات متزايدة من الدم وبشكل طبيعي نقل المريض من مستوى أقل إلى مستوى أعلى يمكن أن يسبب عدم زيادة استهلاك الدم لعدة أشهر، حتى يحدث نقص في حجم الدم. هذه الملاحظات صحيحة بشكل عام مع بعض الاستثناءات النادرة لبعض الأشخاص الذين استؤصلت أطحلتهم.

عند بعض المرضى غير مستأصلي الطحال ولكن بوجود فرط عمل الطحال يمكن أن يقلل من فوائد زيادة تكرار نقل الدم.

نقل الدم بكثرة له فوائده المتعلقة بدرجة إشباع الجديد لأنه ينقص الامتصاص المعدي المعوي للحديد والذي يتناسب مع درجة نقص تصنع النقي وبشكل عكسي مع مستوى الخضاب، ويعتبر هذا أمر هام ذلك أن الامتصاص المعدي المعوي المفرط للحديد يمكن أن يكون عاملاً مساعداً في إشباع زائد للحديد في التالاسيميا. و على كلٍ يعتبر نسق نقل الدم الموجه للحفاظ على مستوى عالٍ من الخضاب الأكثر فائدة، ومعظم التجارب تؤكد ضرورة معرفة مستوى الخضاب المثالي الذي يجب أن نسعى إليه. و حالياً وبشكل مؤقت نفضل أن يكون الخضاب قبل الدم بين 10.5-11غ/ 100مل . 

أولاً – أخذ الدم وتحضيره وتصنيف مرضى الثلاسيميا :

من المفترض أن يكون أطباء الأطفال والفيزيائيون وأطباء الدم والذين يهتمون بهذا البرنامج قبل كل شيء، واعين للمشاكل التي ستعترضهم عند الحصول على نوعية جيدة من الدم، ومن المناسب تكرار توصيات مؤتمر البحر الأبيض المتوسط الأول لمعالجة التالاسيميا بنقل الدم والذي عقد في كانون أول 1984 في روما. و يجب أن يشجع كل جهد من أجل توفير الكميات الضرورية من الدم الطازج والحث على التبرع الطوعي وضمان الاستعمال الأفضل لهذا الدم تجنباً لكل الشوائب.

يمكن إنجاز أول خطوة باتحاد جهود كل من الأطباء والعاملين على نقل الدم، وجمعية المتبرعين، وجمعية المرضى والسلطات الصحية. و تستلزم الخطوة الثانية أن تكون معلومات الأطباء معززة بالاستعمال الدقيق والاقتصادي للدم ومتى يكون من المناسب نقل الدم الذاتي في الجراحة الانتقائية.

تعتبر المعايير الآتية ضرورية من أجل تصنيف المرضى، وتحضير الدم الذي سيعطى للمرضى الذين ينقل لهم الدم بانتظام:

1- يجب تصنيف جميع المرضى حسب المستضدات:  Kell,Kidd,RH ونظام   Duffyقبل بدء نقل الدم .

2- يجب نقل دم لا يتعارض مع الزمرة  RH(D),ABO  ويجب مراقبة ظهور أضداد الكريات الحمر .

3- يجب أن يجرى قبل نقل الدم اختبار التوافق وتقضي الأضداد باستعمال 3 عينات من الخلايا تحمل مستضدات مشبوهة، وكذلك فحص الكريات الحمر باختيار LISA المضاد للخضاب بنسبة مصل إلى خلايا 100/1.

4- إذا ظهرت الأضداد يجب تزويد المريض بدم لا يتعارض مع المستضدات المرتبطة وإذا كان بالإمكان أيضاً أن يتوافق مع مستضدات  RH, DUFFY SYSTEMS ,KIDD ,KELL والتي يمكن أن تؤدي لمناعة مماثلة ويجب مراقبة الأضداد باستمرار دون تحديد.

5- على مركز نقل الدم أن يحتفظ بوحدات دم من الأنواع النادرة مع بيانات عن المرضى الممنعين، لتأمين معالجة كافية ومضمونة للمرضى.

6- لا تظهر لدى 90% من توائم مرضى الثالاسيميا متماثلي البيضة أضداد الكريات الحمر، وتصبح لدى هؤلاء اختبارات ما قبل نقل الدم غير ضرورية ويكفي نقل دم لا يتعارض مع RH(D) و ABO ويكفيهم اختبار توافق LISA Antiglobulin                                               

7- يفضل إنقاص الكريات البيض وذلك بترشيح الدم لمنع الإختلاطات الحميّة لنقل الدم ولتأمين إمكانيات أفضل لزرع النقي. ونؤكد مرة أخرى أنّ المرضى الذين ينقل لهم الدم بانتظام ولفترة طويلة ولم تظهر لديهم تفاعلات حمية، لا يحتاجون لالدم. مرشح.أما المرضى الذين تظهر لديهم تفاعلات حميّة فيحتاجون لدم مرشح بطرق ترشيح جرّبت كثيراً من قبل العاملين على نقل الدم .

8- يحب التقصي وبكل حرص عن    Ag HBs عند المتبرعين للدم ويجب إجراء اختبارات التحي عن علامات الإصابة بالتهاب الكبد بالحمة B ويجب تمنيع غير المصابين به منهم.

9- نظراً للعلاقة الحالية للدم مع الإيدز فمن الأهمية بمكان التقصي عن Anti HTLV III antibodies.

 ثانياً – أسلوب نقل الدم لمرضى الثلاسيميا :

-    متى يجب أن نبدأ بنقل الدم للأطفال مرضى الثلاسيميا؟

-    يجب البدء ببرنامج نقل دم منتظم عندما يتم تشخيص التالاسيميا ونمطها صغرى أم كبرى ويكون مستوى الخضاب دون 7 غ/100 مل لمدة أسبوع أو أكثر دون أن يكون هناك عوامل خطورة كالإنتان. ولكن يجب نقل الدم حتى ولو كان الخضاب أعلى من 7غ/100مل عندما يكون هناك نقص نمو ملحوظ وتغيرات شديدة في العظام وتضخم طحال سريع. يجب الانتظار لبضعة أسابيع أو أشهر إذا لم تكن الحالة غير محددة تماماً كأن يكون الخضاب 8غ/100مل لطفل بحالة حسنة سابقاً وذلك حتى تتوضح الصورة. عندما يستمر الخضاب أعلى من 8غ/100مل أو الحالة السريرية حسنة لدى 50% منهم الخضاب     وعندها يجب وضع تشخيص التالاسيميا المتوسطة بعين الاعتبار.

أسلوب نقل الدم المفضل للأطفال مرضى الثلاسيميا:

نفضل الحالة التي يكون فيها مستوى الخضاب قبل نقل الدم أعلى من 10.5-11غ/100مل ، ولا يوجد فرط نشاط طحال أو مستأصل . إذا ظهر واضحاً أنه لا يمكن تطبيق البرنامج بدقة فيفضل منذ البدء أخذ مستويات 10غ/100مل، لأن المقادير الأقل غير المرغوب بها حالياً. يجب ألا يرتفع مستوى الخضاب بعد نقل الدم 16غ/100مل. تسبب المستويات الأعلى من ذلك للخضاب: زيادة في لزوجة الدم، نقص أكسجة النسج، وازدياد خطورة الخثار خاصة إذا كان هناك عوامل خطورة كالإنتان أو الحماض الإستقلابي أو السكري ويؤدي أيضاً لزيادة إستهلاك الدم.

-ما هي كمية الدم التي يجب نقلها في كل مرة للأطفال مرضى الثلاسيميا؟

يجب أن يتم نقل الدم حتى الحصول على سوية الخضاب المطلوبة، وبذلك يمكن لـ 2.51مل من الكريات الحمر المكثفة بهيما توكريت 100% أو ما يعادل 6مل من الدم الكامل لكل كغ من وزن الجسم والتي ترفع الخضاب 1غ في كل 100مل.

وبما أن الكريات الحمر المكثفة يكون الهيماتوكريت فيها أقل من 100% فيكون الحساب بدقة كما يلي:

كمية الكريات الحمر بـ مل التي يجب نقلها لكل كغ لرفع الخضاب 1غ لكل 100مل هي :

                               =   2.51     ×       100

                              هيماتوكريت الكريات الحمر المستعملة  

عندما يكون الهيما توكريت للكريات الحمر حوالي 75% فحوالي 3 مل من الدم لكل كغ ضرورية لرفع الخضاب 1غ/100مل. وما يحدث عادة في التالاسيميا أنّ المستويات الفعلية للخضاب التي نحصل عليها أقل من المتوقع نظرياً، ذلك بسبب زيادة حجم الدم لدى المرضى وفرط تصنع أرومة الكريات الحمر بسبب ازدياد حجم نقي العظام وكذلك ازدياد سعة الطحال. و يمكن الاستفادة من العلاقة بين سوية الخضاب المتوقعة والسوية التي تظهر في حساب ازدياد حجم الدم (أنظر الجدول 1 في القسم الثالث ). خاصة المرضى فوق السنتين من العمر ولكن العودة للحالة الطبيعية باطراد ترتبط باستمرار نقل الدم بدقة . وفي الحقيقة هناك توافق بين الحسابات النظرية لكمية الدم التي يجب نقلها وبين النتائج التي نحصل عليها عندما يثبت المريض على نهج نقل دم منتظم.

يجب الأخذ بعين الاعتبار مطلبين عند اختيار نوعية الدم:

1)  الوصول إلى سوية الخضاب المطلوبة.

2)  عدم زيادة تحمل الدورة الدموية.

يعتبر من المقبول إعطاء 10-15مل من الدم أو كريات حمر مكثفة لكل كغ من الوزن خلال ساعتين، إن لم يكن هناك إصابة قلبية. يجب في حال وجود قصور قلب أو كان مستوى الخضاب أقل من 5غ/100مل أن لا يتجاوز الدم المعطى 5مل/كغ لمرة واحدة، وبمعدل لا يتجاوز 2مل/ كغ كل ساعة. يجب أن لا تتجاوز مدة نقل الدم الأربع ساعات، تجنباً لتكاثر الجراثيم في وحدة الدم، خاصة في الجو الدافئ ويستحسن إذا لم يمكن تحقيق ذلك، تقسيم كمية الدم إلى قسمين أو أكثر والاحتفاظ بواحدة في الثلاجة. و يجب في حالة وجود خطورة، أن يسبق نقل الدم حقن وريدية من فوروسيميد   Furosemide بمقدار 1-2 ملغ/كغ، ومن الضروري إعطاء دم طازج للغاية.

- تكرار نقل الدم للأطفال مرضى الثلاسيميا:

يعتبر من الأفضل تقصير الفترات الزمنية بين نقل الدم والذي يليه، في حال غياب فرط نشاط الطحال والمشاكل المناعية، لأن ذلك سيجعل الحالة أقرب ما تكون من الفيزيولوجية ويترافق مع استهلاك أقل للدم. ولكن تسبب الزيارات المتكررة والمتقاربة للمشفى إزعاجاً على المستوى الاجتماعي والنفسي، لذلك لابد من نهج لا تكون فيه الفواصل الزمنية بين الزيارات لا قصيرة ولا طويلة أي على سبيل المثال 3 مرات أسبوعياً، ويجب أيضاً الأخذ بعين الاعتبار نقص مراكز الدم وبعد المسافة بين بيت المريض والمركز. لا ينطبق هذا الحكم على مرضى القلب والذين يجب أن نتجنب لديهم زيادة العبء على الدورة الدموية، فيفضل هنا كمية قليلة من الدم 1-2 مرة أسبوعياً.    

تقييم المعالجة بنقل الدم للأطفال مرضى الثلاسيميا:

أكثر المواضع أهمية في المعلومات هي المعدل السنوي لمستوى الخضاب والاستهلاك السنوي للدم، ويمكن تقدير ذلك كمل في المخطط 3 حيث تسمح هذه الأمور بإعطاء تقييم لنقل الدم مع النظر باهتمام وكمعلومات عامة لا ضير في اعتبار متوسط الحاجة السنوية والذي يساوي 300مل/كغ في السنة من الكريات الحمر النقية. و ترسم ملاحظات استهلاك الدم لكل مريض خلال سنة على المنحني المعياري , أو تقسم على القيمة المتوقعة ويرسم حاصل القسمة...الدكتور رضوان غزال MD, FAAP- مصدر المعلومات : الجمعية العالمية للثلاسيميا -جميع الحقوق محفوظة - عيادة طب الأطفال -Copyright ©childclinic.net - آخر تحديث 12/2/2017