تأثير ابتعاد الطفل عن الام و الاب و المنزل
أنت تتصفح معلومات طبية موثوقة تتوافق مع معايير مؤسسة الصحة على الإنترنت لضمان تقديم معلومات صحية موثوقة, تحقق هنا.
مؤسسة الصحة على الإنترنت HON

تأثير ابتعاد الطفل عن الام و الاب و المنزل

تأثير ابتعاد الطفل عن الام و الاب و المنزل

 

فصل الطفل عند الأب

فصل الطفل عند الأم

 Separation and Death

تأثير تغيير مكان السكن و البيت على الطفل

مشاركة الطفل في الجنازة و شعائر دفن احد الوالدين

 

تسبب حالات فصل الأطفال عن الوالدين لفترات قصيرة نسبياً هو الحال في العطلات تأثيرات عابرة على الطفل ليست بذات شأن . أما تلك الحالات الثابتة والمتكررة فتترك عقابيل ملحوظة  ويجب الأخذ باعتبار ما يتضمنه كال حادي فصل في طياته في ضوء عمر الطفل ومرحلته التطورية ومدى علاقته بالشخص المنفصل عنه وطبيعة ذلك الفصل .

قد يتضمن الارتكاس المبدئي للفصل عند الأطفال الصغار بالبكاء والصراخ وذلك إما بنمط تظاهري على شكل نوب غضب أو بنمط أكثر حزناً وهدوءاً , وبعد الانفصال بعدة ساعات أو بيوم أو ما شابه , قد يبدو الطفل أكثر خضوعاً . ومنسحباً وهادئاَ ومهتاجاً وصعب الإرضاء ومتقلب المزاج , ومقاوماً لما عليه من سلطات . قد تحدث اضطرابات في الشهية و تظهر بعض المصاعب في وقت النوم كالممانعة في الذهاب إلى النوم ومجابهة المتاعب في الاستغراق فيه وانبعاث المخاوف القديمة التي تتظاهر لدى البعض كإحدى مظاهر السلوك التراجعي كالتبول في الفراش .قد يكون ارتكاس الطفل بعد اجتماع الشمل ثانية مفاجئاً أو مزعجاً لأحد الوالدين الذي لا يكون مهيأ لذلك , فإثر عودته مبتهجاً إلى الأسرة قد يلقى أطفالاً محترسين وحذرين , والذين يبتعدون عنه إثر تبادل مشاعر التعلق بينهم ويبدون عدم الاكتراث بعودته , وتكون هذه الارتكاسات عادة عابرة .

تؤدي التجارب المتلعقة بالفقدان كالطلاق أو الوضع في دار الرعاية لبروز الأشكال السابقة من الارتكاسات ويمكن أن تكون أشد وطأة وأكثر دواماً وقد يرتكس الأطفال في سني المدرسة باكتئاب صريح , أو يبدون لا مبالين أو يظهر عليهم الغضب بشكل واضح فيما يبدي الآخرون إنكاراً أو تجنباً للموضوع , لفظياً أو سلوكياً يتشبتث بعض الأطفال بحبال الأمل أو التخيل بأن وضعهم الحالي أو الفعل الذي يتعرضون له ليس أمراً حقيقياً ومن شأن الإحساس أن ما يتعرضون له من فقدان أو فصل أو وضع خارج المنزل مجرد عقوبة لهم لسوء السلوك . يبدي الأطفال الكبار والمراهقين كارتكاس لحصول الفصل والطلاق بين الوالدين غضباً أشد ضراوة عادة , ومن المعروف عن الأطفال تعلقهم بذلك المعتقد السحري الذي يؤكد أن الوالدين سيعودان لبعضيهما , يعتبر الرحيل ترجمة أخرى لتجربة الانفصال .

يضيع الأطفال الذين يتنقلون أصدقائهم , وراحة المنزل وغرفة النوم , وتقيدهم بالمدرسة والمجتمع . إن الانتقال المتكرر في سنوات المدرسة غالباً ما يحمل في طياته عقابيل عكسية على صعيد التحصيل الدراسي والاجتماعي .

يجب على الأهل تحضير أولادهم في حال حدوث أي تنقل في السكن و السماح لهم بالتعبير عن أية مشاعر غير مرغوب بها أو قلق .

 يجب على الأهل معرفة مشاعرهم المختلطة ويجب عليهم أن يوافقوا بأنهم سينسون بيتهم القديم بينما هم ينظرون للمستقبل لبيت جديد .

إن الزيارات للبيت الجديد بداية تعتبر مقدمات للانتقال الحالي . لا يبدو أن معظم الأطفال في فترة ما قبل المراهقة يمرون  بمرحلة الحداد النموذجية التي تحددها النظرية التحليلية النفسية إثر حصول الفصل النهائي (موت أحد الوالدين ) , حيث الآلية الكبرى في التعامل مع الكارثة منطوية على الإنكار العلني واللاوعي في آن واحد , ويحافظ على تلك الآلية الأمل والرغبة السحرية بجمع الشمل وعودة ظهور الشخص الغائب . يبدي بعض الأطفال مشاعر عدائية وغاضبة تجاه الطرف الآخر الباقي على قيد الحياة ويميلون للتشبه بالطرف المفقود وتمثيله عبر تخيلات منطوية على الاجتماع به ثانية , في سياق عملية الانكار ذاتها وفي سبيل تحقيق تمركز الأنا  قد يوجد الإحساس بالذنب , وبدلاً عن ذلك قد يلحظ لدى البعض الشعور بالأسف في الوقت الذي يفقد فيه أحد الأبوين أو بعد هنيهة من الوقت عندما لا يعمل الإنكار كإحدى آليات الدفاع النفسي بشكل جيد . ينظر الأطفال قبل عمر الخمس سنوات للموت على أنه حدث ردود مع احتمال اعتقادهم بأن الميت يعود للحياة على شكل أشباح وفي المرحلة  اللاحقة ( حتى عمر 8-9 سنوات ) يمثل الموت على أنه تلك الحصادة الشرسة التي تعاقب وتأخذ بالثأر على سبيل المثال , ويفهم الطفل بعد تلك الفترة فقط الموت على أنه الحدث الحيوي النهائي والكوني .

يمكن للطبيب مساعدة الأطفال ومن يتولى شؤونهم من الباقين على قيد الحياة خلال فترة الفصل أو التكيف لحدث الموت لأحد الوالدين أو لشقيق لهم وبذلك بتقديم العون لهم في فهم أن الكبار أنفسهم بتعرضون للمرور في فترة من الحزن والأسى والحداد . وفي حال موت أحد الوالدين يحتاج الطفل للتطمين والدعم من خلال وجود أحد الوالدين الباقي على قيد الحياة أوالشخص القائم على رعاية شؤونه .

ومن شأن التماس الفيزيائي الصميمي وتبادل العواطف وتقديم الشروح اللفظية والتطمين لأولئك الأطفال القادرين على الفهم أن يكون لها دور هام في سياق ذلك .

 

مشاركة الطفل في الجنازة و شعائر وفاة احد الوالدين :

ينبغي عدم توقع قيام الطفل بمناقشة كل ما ينتابه من مشاعر إزاء وفاة أحد  الوالدين عن طريق الكلمات أو إجباره على فعل ذلك ويتوجب على الكبار أو الأطفال الكبار ألا يفسروا استمرارهم في ممارسة نشاطاتهم المعتادة على أنه مؤشر لقساوة قلوبهم أو لإحساسهم باللامبالاة , بل ينظروا لذلك على أنه أسلوب الطفل في التعاطي مع الحدث وفق مرحلته التطورية يبدو من المفيد في معظم الأحوال أن يشارك الطفل على نحو ملائم في الشعائر التي تحيط عادة بموت أحد الوالدين ودفنه .  .الدكتور رضوان غزال - مصدر المعلومات : كتاب نلسون طب الاطفال الطبعة 16 - آخر تحديث 4/7/2017.