الطفل العدواني
أنت تتصفح معلومات طبية موثوقة تتوافق مع معايير مؤسسة الصحة على الإنترنت لضمان تقديم معلومات صحية موثوقة, تحقق هنا.
مؤسسة الصحة على الإنترنت HON

الطفل العدواني

الطفل العدواني

المراهق العدواني

عدوانية الاطفال و المراهقين

كيف اتعامل مع الطفل العدواني

صفات الطفل العدواني

 

  أسباب عدوانية الطفل و المراهق :

تم تحديد عوامل الخطر للميل للعدوانية في الفرد والعائلة، على الرغم من غياب نظرية متكاملة بشكل كاف حول طبيعة وأسباب السلوك المعادي للمجتمع، إذ أكدت دراسات تبني التوائم بقوة أن هنالك عوامل جينية وراثية و أخرى ذات صلة بتنشئة الأطفال تلعب أثرا متشاركا في تطور النماذج السلوكية المتسمة بالعدوانية لاحقا وبينت الدراسات جيدة الضبط أن تبارز السلوك المعادي في المجتمع لدى الأطفال المتبنين من أب معاد للمجتمع أشد وضوحاً من أولئك الذين يتبناهم آباء معادون للمجتمع، وعندما يجتمع الأمران، أي عندما يكون الآباء البيولوجيون والمتبنون معادين للمجتمع يكون تبارز ذلك السلوك في أوضح صورة.

ويمكن للعوامل الاجتماعية والثقافية، وللمزاج المتسم بالميل للتمرد على القواعد والأعراف، وللحالات النفسية، وللقصورات الاستعرافية أن تؤهب أيضا لبروز السلوك المعادي للمجتمع.

يعتبر العدوان اضطراب سلوكي آخر ضمن هذه المجموعة من الاضطرابات، وربما أكثرها خطورة. ولقد حاولت نظريات عديدة تفسير ظاهرة العدوان الإنساني، فنظرية الباعث تعتقد بأن العدوان مبرمج حيويا ًعلى هيئة استجابات عدوانية ضمن الأنواع البشرية، فيما تقترح المقاربة التظاهراتية أنه من شأن تفاصيل الحياة اليومية أن تبعث على الحرمان والإحباط بصورة يمكن التوقع معها بنشوء العدوان عند الطفل . فيما تعتقد نظرية التعلم الاجتماعي أن العدوان شيء يتم تعلمه ومن ثم تعزيزه خلال الطفولة اليافعة والمراهقة. أما واضعو النظريات الاجتماعية فيعتقدون أيضا أن من شأن الاكتظاظ السكاني الحديث وتداعي القيم المشتركة المألوفة وانحسار النماذج التقليدية بتنشئة الطفل على روابط النسب والقربى، والانسلاخ الاجتماعي على الصعيد الفردي وعلى مستوى المجموعات الكبيرة أن تدفع إلى ازدياد العدوان عند الأطفال والمراهقين والكهول. وارتبط وجود العدوان في الطفولة مع معاناة الأسرة من البطالة والتنافر والإجرام والاضطرابات النفسية.

تتشارك عدة عوامل في بروز العدوانية عند الاطفال والمراهقين، فالذكور ميالون لإبداء عدوانية أكثر من الإناث، كما أن إعطاء الهورمونات الذكرية الجنسية عند العديد من الحيوانات إلى الإناث تسبب سلوكاً عدوانياً واضحاً، ويكون الأطفال الكبار أكثر عدوانية من الصغار، كما يكون الأطفال الأكثر تطفلا والأكثر نشاطا، أكثر عدوانية. وجد أيضا ارتباط بين المزاج الصعب والعدوانية المتأخرة الظهور، ويكون الأطفال المنحدرون من أسر كبيرة أكثر عدوانية من أولئك القادمين من اسر صغيرة، ولوحظ أن للتنافر الزوجي بين الوالدين وتفشي العدوان بينهما كفيل بالمشاركة في ظهور ذلك لدى أطفالهما.

كيف اعرف ان طفلي عدواني ؟

اعراض و علامات عدوانية الطفل و المراهق :

من المهم على الصعيد السريري تمييز أسباب ودوافع العدوان في مرحلة الطفولة و المراهقة ، إذ غالبا ما يطلق لقب العدواني على الطفل الأخرق ومفرط النشاط نتيجة النتائج العارضة التي تنجم عن سلوكه، وقد يكون العدوان القصدي مصاحبا لاستخدام الأدوات بصورة رئيسة ليصل إلى نهاية له، أو عدائيا بصفة رئيسة بحيث ينجم عنه الم نفسي أو جسدي. وتوجد علاقة أيضا بين العدوان الفردي والاضطراب الانفعالي والفشل المدرسي والأذية الدماغية وفرط النشاط وحالات الشخصية المريضة.

تترافق الحالات النفسية المرضية أيضا مع السلوك المتصف باضطراب التوصيل، واضطراب خلل الانتباه، والشخصية الحدية مع العدوانية. هنالك أهمية خاصة للعلاقة بين التخلف الشديد على صعيد القراءة (والعيوب الاستعرافية أيضا على العموم) مع اضطراب التوصيل العدواني الصفة، خاصة لدى الأولاد.

قد يظهر الطفل بعمر 2 – 5 سنوات ثورات هيجان عدوانية متراوحة بين المزاج الحاد والصراخ إلى إيذاء الآخرين وتحطيم الألعاب والأثاث، ويكون هذا السلوك نتاج إحباطات خاصة وعجز الأطفال الدارجين عن تدبيرها، وفي تلك السن غالبا ما يتجه العدوان نحو الوالدين، أما خلال السنوات السابقة للمدرسة فالأغلب أن يوجه صوب الأشقاء أو الأقران. يشهد العدوان اللفظي تفاقماً بين عمر 2 – 4 سنوات، وبعد سن الثالثة يصبح الانتقام والأخذ بالثار من المؤشرات الواضحة للعدوان.

يأخذ المسار العدواني لدى الصبيان استمرارا نسبيا من فترة ما قبل المدرسة وخلال المراهقة، فالطفل الذي يبدي مستوى عالياً من العدوانية بعمر 3 – 6 سنوات، يحمل احتمالاً كبيراً بنقل هذا النمط السلوكي معه نحو المراهقة، بينما يكون احتمال استمرار العدوانية تجاه الأقران عند الفتاة بعمر 6 سنوات أقل في المراحل الأكبر عمراً.

يبدي الأطفال الذين يشاهدون مواقف و برامج في التلفزيون أو المسرحيات، سلوكاً اشد عدوانية من أولئك الذين لا يتعرضون لمثل هذه المشاهد. وعندما يكون الوالدان متميزين بالغضب والمبادرة للعقاب الصارم بميل الطفل لتقليدهما عندما يتأذى فيزيولوجيا أو جسديا، يبين Lewis  أن الإيذاء الجسدي من قبل الوالدين ينتقل إلى الجيل التالي بسبل عدة: يقلد الأطفال العدوان الذي شاهدوه، قد يسبب الإيذاء الجسدي أذية دماغية (التي قد تؤهب من تلقاء نفسها للعدوان)، و الغضب المستبطن أيضا قد يكون نتيجة ذلك الإيذاء.

يشيع السلوك العدواني السلبي عند الأطفال والمراهقين، وتبلغ نسبة حدوثه من 16 – 22% ويعبر الأطفال عبر ذلك السلوك عن العدائية بصورة غير مباشرة بما يبدونه من تسويف أو مقاومة، ويشكو الوالدان بأن هؤلاء الأطفال لا يصغون إليهم رغم الطلبات المتكررة، ويشيع هنا نقص التحصيل الدراسي و الأكاديمي وعادة ما تميط القصة اللثام عن سلبية شديدة في سن الرضاعة وما يليه مباشرة ومشاكل واضطراب في إفراغ المثانة والأمعاء. قد يتبنى الأطفال السلوك العدواني السلبي انطلاقا من عدة دوافع كالحصول على الاستقلال في فترة يعتمدون فيها على الآخرين، ومجابهة تقدير متدني للذات والتغلب على الوحدة وضبط النفس عند التهديد بالقلق أو كمجرد انتقام. يبدي الأطفال أيضا خوفاً من التعبير عن الجرم والعدوانية والعنف وتتسم تنشئتهم تجاه الوالدين بالتقليد والتناقض مع النفس والحرج، أو من جهة أخرى بالتسامح والتساهل، والملاحظ لدى الطفل والوالدين وجود صعوبة في التعامل المباشر مع حالة الغضب.

كيف يكون التعامل مع الطفل و المراهق العدواني ؟

يتوجب على الوالدين إزاء نمط السلوك العدواني وضع حدود وتوقعات صارمة فيما يخص الطفل، وأن يصلوا معه إلى ما ينبغي أن تكون عليه مسؤولياته ومهامه، وأن يتم تدبير أكثر المواضيع أهمية في البداية، وأن يثني على التمسك بالموقف الموافق لعمره ومظاهر الاستقلال لديه و يكافئ عليها، فيما تترك الاستشارة النفسية للحالات المستعصية فقط.

استخدمت مقاربات شتى في علاج الأطفال والمراهقين المصابين بالسلوك العدواني واضطراب التوصيل واضطراب التوصيل واضطراب المعارضة، وللحصول على نتائج ايجابية تفيد المعالجة الفردية مع التركيز على بناء الصلة وحل الصراعات القائمة في خلق الثقة اللازمة لحدوث تلك النتائج الايجابية في العلاج في بعض الأحيان، لكن ذلك الأمر لم يثبت قدرته على تحسين كل مشاكل السلوك، كما تبشر المعالجة الجماعية بالخير في علاج الصعوبات السلوكية عند المراهقين لكنها غير فعالة نسبيا لدى الأطفال في سنوات الكمون. يفيد التدريب في مجال مهارات حل المشكلات بما فيها بناء الطراز السلوكي ولعب الدور ومساعدة الأطفال على التعامل بصورة ناجحة أكثر على صعيد العلاقات الشخصية مع الآخرين، وهنالك بعض الفوائد أحيانا على مستوى تعديل مظاهر سوء التلاؤم سلوكيا والتعامل مع الآخرين. كانت النتائج الأكثر نجاحا ذات صلة بتدريب الوالدين على تعزيز مظاهر السلوك المناصرة للمجتمع في المنزل و وضع حدود حاسمة تجاه التصرفات المدمرة وغير المرغوب بها.

 وفي بعض الأحيان قد تفيد أيضا المعالجة الأسروية المصممة لتحسين التواصل بين أفراد الأسرة وحل الصراعات المختبئة كي يتاح المجال لها لحل منصف.

لا ينصح بالمعالجة الدوائية عموما للمشكلة، وقد يستفيد الأطفال المصابون بمشاكل حيوية مرافقة (اضطرابات ذهانية معاودة، مشاكل الانتباه) من الاستعمال المنطقي للأدوية، ولا تتوفر أدوية خاصة لتدبير السلوك المعادي للمجتمع، ورغم ما أعطاه haloperidol والليثيوم من بعض الفائدة في تدبير العدوان، ليس واضحا تأثيرها على الأطفال المصابين باضطراب التوصيل وفي المرضى ذوي الأعراض الذهانية والوجدانية، وعادة ما يتعرض الأطباء للضغط من قبل حاضنات الأطفال لإعطائهم المركبات المركنة العظمى والصغرى بغية المساعدة على السيطرة على مشاكل سلوكية نوعية، وعلى الطبيب أن يقاوم هذا الضغط. وتصبح المعالجة الداخلية والاستشفاء النفسي أمورا ضرورية للحصول على نتائج مرضية عند بعض الأطفال من أولئك الذين يظهرون تلك الاضطرابات السلوكية شديدة الوطأة.   .الدكتور رضوان غزالMD, FAAP- مصدر المعلومات : كتاب نلسون طب الاطفال 2016 - آخر تحديث 01/01/2018