الحزن عند الأطفال
أنت تتصفح معلومات طبية موثوقة تتوافق مع معايير مؤسسة الصحة على الإنترنت لضمان تقديم معلومات صحية موثوقة, تحقق هنا.
مؤسسة الصحة على الإنترنت HON

الحزن عند الأطفال

الحزن عند الأطفال

أسباب الحزن عند الأطفال

حزن الطفل المستمر و الدائم

اكتئاب و حزن المراهقين

child depression

الاكتئاب للأطفال والمراهقين

 major depression  in children

علاج الحزن عند الأطفال

child sadness


الإكتئاب و الحزن عند الطفل و المراهق :

الحزن المستمر و الاكتئاب هو اضطراب نفسي من أنواع اضطرابات المزاج Mood Disorders , و يعتبر وجود الاكتئاب عند الأطفال مثار جدل منذ فترة , إذ ذكر البعض أن الشعور بالاكتئاب كونه مركباً من مشاعر اليأس والبؤس فيما يتعلق بالمستقبل يحتاج لربط الخيوط التي تجمع المعطيات النظرية للمستقبل عند الشخص وبالتالي يجب أن تولد عنده هذه القدرة على الربط والتي تتطور فقط خلال المراهقة، وبالتالي ساد اعتقاد بأنه ليس من الممكن أن يوجد الاكتئاب قبل مرحلة المراهقة , و فيما بعد بيّن الباحثون من خلال المقابلات المنظمة ومختلف السلالم النفسية وجود اضطرابات المزاج وفقدان المتعة والأعراض الأخرى المرافقة للاكتئاب عند الأطفال حتى قبيل البلوغ، وعلى الرغم من الجدل السائد حول تعاطي الأطفال المختلف مع القيم المختلفة وأهمية القضايا المتعلقة بالمزاج وبالتالي حدوث استجابات ايجابية كاذبة، فإن الأمر المقبول الآن أن اضطرابات المزاج موجودة عند الأطفال والمراهقين و لكن بشكلٍ لا يشابه الحال عند الكبار.

هل يعتبر الاكتئاب و الحزن مرضاَ كثير المشاهدة عند الأطفال ؟

تقدّر نسبة انتشار اضطرابات المزاج الاكتئابية عند الأطفال بنسبة 0.15 – 2%  وتصل إلى 10 – 20% من الأطفال و المراهقين الذين يشكون من مرضٍ عضوي جسمي ما ، وسجلت نسبة حدوث الاكتئاب عند الأطفال قبل البلوغ بنسبة 1.8 و 3.5 – 5% عند البالغين ويلحظ الانتشار الأوسع لدى البنات منه لدى الصبيان.

أسباب اكتئاب و حزن الطفل و المراهق :

تلعب الوراثة دوراً في ظهور الاكتئاب , و يتوفر دليل هام على وجود أساس جيني لاضطرابات الاكتئاب الكبير على الرغم من عدم ترسخ المعلومات عن أسباب الاكتئاب، إذ بينت الدراسات المجرات على التوائم وجود توافق مقداره 76% لوجود الاكتئاب بين التوائم وحيدة البيضة التي تمت تنشئتهما معا، ومقداره 67% عند التوائم التي تمت تنشئتهما متباعدين، مقارنةً مع نسبة مقدارها 19% في التوائم ثنائية الزيجوت التي تمت تنشئتهما معاً. وأكدت الدراسات وجود زيادة في نسبة حدوث الاكتئاب ومقدارها 3 – 6 أضعاف في أقارب الدرجة الأولى لأشخاص يعانون من اضطرابات الوجدان الكبرى. وفي محاولة للتقييم الدقيق حول الانتقال الجيني ركز الباحثون على الأمينات ذات المنشأ الحيوي والنواقل العصبية إذ دفع انخفاض التراكيز البولية لـ 3-methoxyhydroxyphenyl glycol , 5-hydroxyindoleacetic acid  في الأشخاص المصابين بالاكتئاب إلى اعتبار انخفاض المستويات الوظيفية من السيروتونين والابينفرين وسمة (جمع واسم) جينية هامة. وتم تعزيز تلك الآراء من خلال الاستجابة العلاجية لمضادات الاكتئاب التي تحصر إعادة التقاط reuptake تلك المواد في منطقة ما قبل المشبك العصبي .و ربطت النظريات الاستعرافية بين تطور الاكتئاب والشعور بالبؤس واليأس التالي لخسارة حقيقية يتعرض لها الشخص أو إدراكه لمثل تلك الخسارة، فيما تعتقد النظرية التعلمية أن الاكتئاب شيء يتم تعلمه من المحيط في ظل غياب عومل المشجعة للطفل أو للمراهق. ويفترض آخرون أن العيوب في المهارات الاجتماعية والبؤس المتعلم والمشاكل ذات الصلة بضبط الذات، و شِدّات الحياة قد تكون ذات دور في تطور الاكتئاب واستمراره.

أعراض الحزن و الاكتئاب عند الطفل و المراهق :

تختلف هذه الأعراض من طفلٍ لآخر أو مراهق لآخر ,و تتطور أعراض الاكتئاب الكبير عادة خلال أيام أو أسابيع وقد يحدث ذلك أحياناً فجأةً إثر التعرض لعامل مؤهب شديد التأثير ، وتبدي الأعراض اختلافاً واضحاً في مدة تظاهرها، إذ تستمر الأعراض عادة لستة أشهر إن لم يكن هناك علاج وأحيانا تبقى سنتين إلى ثلاثة قبل زوالها , على الرغم من عدم وضوح القصة الطبيعية للاكتئاب الكبير بصورة كاملة، و يتميز الاكتئاب الكبير major depression بشعور بعدم الارتياح عند الطفل و الحزن و فقدان الاهتمام والمتعة بالفعاليات المعتادة التي كانت تسر الطفل , و قد يسبب تبدلات هامة في الوزن نظرا لتبدل الوارد من القوت زيادة أو نقصاناً، و كذلك حدوث الأرق أو كثرة النوم، والهياج النفسي الحركي أو تراجع القدرات ، والتعب وفقد القدرة كل يوم تقريباً، و قد يصاب الطفل  بالإحساس بانعدام القيمة أو بالذنب الشديد، و تراجع القدرة على التفكير والتركيز، وأفكار مرافقة عن الموت !. و  يشتمل النمط السوداوي من الاكتئاب أيضا فقدان المتعة بشكل ملحوظ ومشاعر متزايدة من الاكتئاب الصباحي عند الاستيقاظ المبكر.

هل يحدث الاكتئاب و الحزن عند الأطفال الرضع :

وصف الطبيب Spitz اكتئاب سن الرضاعة التالي للاعتماد العاطفي المفرط على الأم من قبل الطفل ، وقد سجل Bowlby  أن فصل الرضيع عن الأم بعد 6 – 7 أشهر من العمر يدفع بالرضيع إلى التظاهر بالبكاء وبسلوك هلعي الشكل وفرط حركية الذراعين والساقين ومن ثم إمعان النظر بكل من يقترب منه عن كثب بحثاً عن أمه مشيحاً وجهه عن أي شخص آخر، ويلاحظ أخيراً ظهور الخمول لدى الرضيع ونقص المقوية مبدياً تعابير حزينة بشكل واضح ويبكي هؤلاء الأطفال بصمت وهم يحدقون في الفضاء وعندما يُحملون سرعان ما يواصلون البحث عن الوجه المألوف ويتشبثون بالشخص الغريب ويبكون دون أن يمنحهم ذلك أي طمأنينة.

اكتئاب و حزن الطفل في سن المدرسة !

تكون أعراض الاكتئاب عند الطفل بسن المدرسة مختلفة , كملاحظة الوجه الحزين على الطفل , وسهولة البكاء أو الانفعال والانسحاب من الفعاليات السارّة وأعراضاً أخرى أكثرها شيوعا اضطرابات الأكل والنوم، ويبدي نصف الأطفال المكتئبين أعراض قلق صريحة ويظهر لدى 20 – 30% منهم اضطرابات سلوكية.

أعراض الاكتئاب و الحزن عند المراهق و المراهقة :

يتظاهر الاكتئاب في سن المراهقة على شكل تهور المراهق و تعبه و مراودة الأفكار الانتحارية ,  و من المعتاد أن يعاني المراهقون المكتئبون نفسياً من الإهلاس و التوهمات (لا تحدث التوهمات عند الأطفال المكتئبين نفسياً ) كما يلاحظ أن اليأس أكثر تواجداً لدى المراهقين المكتئبين منه عند الأطفال.

تشخيص الاكتئاب و الحزن عند الطفل و المراهق :

هناك إجراءين تشخيصيين أثبتا فائدتهما إلى حد ما في تشخيص الاكتئاب: المقابلات المنظمة أو الاستبيانات والطرق الحيوية التي تقيس حالات الخلل الوظيفي العصبي-الغدي الصمي والفيزيولوجي. كما بينت الجداول التالية فائدتها في تشخيص الاكتئاب عند الأطفال والمراهقين (قائمة اكتئاب الأطفال، سلم الاكتئاب عند الأطفال، سلم تقدير الذات في الاكتئاب، وسلم مركز الدراسات الوبائية للاكتئاب)، و لا توجد اختبارات حيوية نوعية للاكتئاب، وفي بعض الحالات أبدى الأطفال خلال هجمات الاكتئاب الكبير إفرازاً أقل لهرمون النمو استجابة لنقص السكر المحدث بالأنسولين وهنالك تقارير تشير لوجود ارتفاعات ليلية أثناء النوم لإفراز هرمون النمو عند الأطفال المصابين بالاكتئاب قبيل البلوغ، ولم تعط اختبارات الكبت بالديكساميتازون نتائج حاسمة عند الأطفال والمراهقين رغم ما تظهره من بعض المصداقية في الكهول المصابين بالاكتئاب، وتكون اختبارات الكبت  بالديكساميتازون سلبية في نصف الأطفال المكتئبين، واقترحت دراسات حديثة إمكانية حدوث النكس عند الأطفال ذوي النتائج السلبية الكاذبة بشكل أوفر حظا رغم أنهم يبدون استجابة أكبر للمعالجة الدوائية. و لا يظهر تخطيط الدماغ الكهربائي نتائج هامة أثناء النوم في الأطفال المكتئبين.

علاج هي معالجة الاكتئاب و الحزن عند الأطفال و المراهقين :

تفيد مضادات الاكتئاب في حالات الاكتئاب الكبير عند الأطفال والمراهقين إضافة إلى العلاجات النفسية أخرى. وقد تفيد مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة في تحسين الأعراض، ولا بد من التأكيد عند استعمال هذه الأدوية عند الأطفال والمراهقين على متابعة مستوياتها الدموية التي تلعب دورا هاما في مدى الاستجابة العلاجية،  وهناك أدوية حديثة تقوم بمنع إعادة التقاط السيروتونين بفعالية معقولة رغم بعض تأثيراتها الجانبية الضئيلة. و تستطب معالجات غير دوائية أيضا كالمعالجة النفسية خاصة لأولئك الأطفال الذين يعانون من الاضطرابات الثنائية واضطرابات التوصيل والقلق والتي كثيراً ما ترافق الاكتئاب، وتعتبر المعالجة بالألعاب والمعالجة بالمحادثة على اختلافها ذات دور هام في تحسين الأعراض عند اشتراك هذه الاضطرابات مع اضطرابات المزاج.

هل يمكن للطفل و المراهق أن ينتكس بعد الشفاء ؟

 بينت الدراسات وجود خطر لإصابة الأطفال والمراهقين المكتئبين بهجمات أخرى من الاكتئاب، إذ يعاني من تعرضوا له بسن التاسعة إلى أعراض كثيرة مماثلة بسن 11 – 13 سنة. بينت دراسات أخرى أن 40% من الأطفال المصابين بالاكتئاب الكبير يعانون من النكس خلال سنتين من الهجمة الأولى، كما تحدث هجمة من الهوس خلال 3 – 4 سنوات من تخرج 20% من المراهقين المقبولين في المشفى بسبب اضطرابات الاكتئاب الكبير. و هناك عوامل تؤشر لاحتمال حدوث النكس هي :  

  • إذا  كانت الأعراض الاكتئابية متصفة بسرعة البدء والتخلف النفسي-الحركي .

  • وجود قصة عائلية للمرض ذو القطبين أو لأمراض وجدانية.الدكتور رضوان غزال -مصدر المعلومات : مؤسسة ميرك الطبية - آخر تحديث 25/08/2020.