تأخر الكلام عند الطفل
أنت تتصفح معلومات طبية موثوقة تتوافق مع معايير مؤسسة الصحة على الإنترنت لضمان تقديم معلومات صحية موثوقة, تحقق هنا.
مؤسسة الصحة على الإنترنت HON

تأخر الكلام عند الطفل

من الضروري إجراء الفحوص الطبية المنتظمة للطفل حتى لو كان سليماً , لاكتشاف أية مشكلات في التطور اللغوي قد يتعرض لها في وقتٍ مبكر كتأخر الكلام وعلاجها سريعاً . إن زيارة الطبيب بشكل دوري يمكن الأهل من مناقشة الأمور المختلفة المتعلقة بطفلهم معه , بما في ذلك درجة نموه وتطوره .

التطور اللغوي عند الطفل قبل 12 شهراً

تعتبر المناغاة مرحلة مبكرة من التطور اللغوي عند الطفل , ثم لا يلبث أن يلفظ كلمات بسيطة مثل ماما وبابا دون أن يعرف المعنى الحقيقي لهذه الكلمات , وهو في هذه المرحلة ينتبه إلى الأصوات ويميزها .

إن مراقبة الأم لطفلها في تفاعله اليومي مع المحيط , وخاصةً مع الصوت , يمكنها من اكتشاف وجود أية مشكلات في السمع أو الكلام لديه .

التطور اللغوي عند الطفل في عمر 12-15 شهراً

ينبغي أن يمتلك الطفل في هذا العمر مدى واسع من الأصوات الكلامية أثناء مناغاته, وهو يقول كلمة واحدة على الأقل إضافةً إلى كلمتي ماما وبابا , مثل كلمة كرة أو طفل أو غيرها . كما يجب أن يكون الطفل في هذا العمر قادراً على فهم وإتباع التوجيهات , كما هو الحال حين تطلب الأم منه إعطاءها الكرة .

التطور اللغوي عند الطفل في عمر 18-24 شهراً

ينبغي أن يمتلك الطفل في هذه المرحلة حوالي 20 كلمة , وأن تصل إلى 50 أو أكثر حين يصبح بعمر السنتين . كما يجب أن يكون الطفل في عمر السنتين قادراً على تركيب كلمتين معاً , وعلى إتباع الأوامر التي تحوي طلبين معاً , كالطلب منه إحضار الكرة والفنجان معاً .

التطور اللغوي عند الطفل في عمر 2-3 سنوات

يمتلك الطفل في هذا العمر عدداً كبيراً من المفردات , ويستطيع أن يدمج ثلاث كلمات أو أكثر معاً في جملة مفيدة . ويبدأ بإدراك معنى المكان , كأن تطلب منه الأم أن يضع الكرة تحت السرير أو فوق الطاولة . ويبدأ الطفل بالتعرف على الألوان وفهم الصفات وعكوسها , كما هو الحال حين يدرك أن كبير عكسه صغير .

اللغة والكلام عند الطفل

ينبغي أن يدرك الأهل أن الكلام هو التعبير اللفظي عن اللغة , وهو يتضمن النطق ولفظ الكلمات وتشكيل الجمل . أما اللغة فهي مفهومٌ أوسع يشمل التعبير واستقبال المعلومات وفهمها والتفاهم مع الآخرين من خلال التواصل اللفظي وغير اللفظي . وحين يعاني الطفل من مشكلاتٍ لغوية فهو قد يكون قادراً على لفظ الكلمات لكنه غير قادر على وضع الكلمات مع بعضها في جملٍ قصيرة تعبر عما يريد , أو أنه يجد صعوبةً في إتباع الأوامر والإرشادات .

وينبغي على الأهل الاهتمام بتطور اللغة والكلام عند الطفل , ومراقبة أية مشكلات متعلقة بذلك قد تظهر لديه خلال العمر 12- 24 شهراً , كأن :

  • لا يستخدم الإشارات , كالتلويح بيده , في عمر الـ 12 شهراً .
  • يفضل الإشارة للتعبير عما يريد بدلاً من الكلام في عمر الـ 18 شهراً .
  • لديه مشكلة في تقليد الأصوات في عمر الـ 18 شهراً .
  • أما حين يتجاوز الطفل عمر السنتين فيجب مراقبة ظهور أي من المشكلات التالية لديه :
  • يقلد الكلمات والأفعال فقط , ولا يستطيع تشكيل الكلمات والجمل الخاصة به .
  • لا يستطيع استخدام الكلمات للتعبير عن احتياجاته ومتطلباته في الوقت الراهن .
  • لا يستطيع إتباع التعليمات البسيطة .
  • لديه نغمة غير اعتيادية في صوته (صوتًٌ خشن أو صادرٌ من الأنف) .
  • لديه صعوبة في الفهم والإدراك .

وبشكلٍ عام يجب أن يفهم الأهل نصف ما يقوله الطفل من كلام في عمر السنتين , وحوالي ثلاث أرباع ما يقوله في عمر الثلاث سنوات , وأن يكون معظم كلامه مفهوماً في عمر الأربع سنوات .

أسباب تأخر الكلام والتطور اللغوي عند الطفل

  • ترتبط معظم مشكلات تأخر الكلام عند الطفل بمشاكل السمع لديه , مما يؤدي إلى صعوباتٍ في الإدراك والمحاكاة واستخدام اللغة . إن أمراض الأذن , خاصةً المزمنة منها , يمكن أن تؤثر على قدرة الطفل على السمع , لكنها في معظم الأحيان سهلة المعالجة وقابلة للشفاء .
  • قد ترتبط بعض حالات تأخر الكلام بمشكلاتٍ تصيب المناطق المسؤولة عنه في الدماغ , مما يجعل الطفل لا يستطيع استخدام الشفاه واللسان والفك لإصدار الأصوات .
  • قد تشير مشكلة تأخر الكلام عند الطفل إلى وجود تأخر عام في النمو والتطور لديه.
  • في حالاتٍ نادرة يرتبط تأخر الكلام عند الطفل بمشكلاتٍ خاصة بالتغذية أو ضعف في بعض أجزاء الفم , خاصةً اللسان .
  • لا يؤثر وجود اللسان المربوط عند بعض الأطفال أو يؤدي إلى تأخر الكلام لديهم.

علاج تأخر الكلام والتطور اللغوي عند الطفل

من الضروري أن تلاحظ الأم وجود أية مشكلة لدى طفلها , وأن تستشير الطبيب حولها في أسرع وقتٍ ممكن . إن جزءاً هاماً من تطور الكلام لدى الطفل يعتمد على البيئة التي يعيش فيها , وإلى أي مدى يقوم الأهل بدفعه إلى الكلام والمشاركة . كما أن التدخل المبكر لعلاج مشكلات السمع والكلام ضروريٌ جداً , ويبقى دور الأهل في ذلك هو الأهم من خلال :

  1. تخصيص وقت كافٍ للتواصل مع الطفل منذ ولادته , بالحديث معه والغناء له وتشجيعه الدائم على تقليد الأصوات والحركات .
  2. تخصيص وقت كافٍ للقراءة منذ الشهر السادس من العمر باحتيار القصص المصورة , وتشجيعه على النظر إلى الرسوم وتميز الألوان وتقليد الكلمات والحركات .
  3. الاستفادة من الأحداث اليومية لتعزيز استخدام الكلام واللغة عند الطفل , بالحديث الدائم معه حول أمور الحياة اليومية , والإشارة إلى الأشياء وشرح الأصوات من حوله .
  4. إشراك الطفل في نشاطات الحياة اليومية , كالتسوق والقيام بالأعمال المنزلية والاستماع إلى الموسيقا وممارسة الرياضة وغيرها من النشاطات المناسبة لعمره .
  5. الإصغاء إلى الطفل بعناية واهتمام , ومحاولة فهم ما يقوله والتجاوب معه .
  6. استخدام اللغة المبسطة في شرح الأشياء , دون اللجوء إلى استخدام لغة الأطفال أبداً.

معالجة اضطرابات الكلام واللغة عند الأطفال

تتضمن اضطرابات الكلام واللغة عند الأطفال ما يلي :

  • اضطرابات اللفظ , وهي صعوباتٌ في لفظ الحروف وتشكيل المقاطع , أو لفظ الكلمات بشكلٍ غير صحيح إلى درجةٍ لا يستطيع فيها الناس فهم ما يقوله الطفل .
  • اضطرابات الطلاقة التي تتضمن مشكلاتٌ مثل التأتأة , حيث يقوم الطفل أثناء الكلام بتوقفاتٍ غير طبيعية أو إعاداتٍ أو إطالة في الحروف والمقاطع .
  • اضطرابات صوتية تتضمن مشكلات في طبقات وحجم وجودة الصوت , ويمكن أن تترافق هذه الاضطرابات مع الألم أو تجعل الطفل غير مرتاحٍ عند الكلام .
  • اضطرابات لغوية استقبالية أو تعبيرية , حيث تشير الاضطرابات الاستقبالية إلى صعوباتٍ في فهم ومعالجة اللغة , أما الاضطرابات التعبيرية فتتضمن صعوباتٍ في
  • وضع الكلمات مع بعضها البعض , أو عدم القدرة على استخدام اللغة بطريقةٍ اجتماعية مناسبة .

استشارة الأخصائيين في معالجة اضطرابات اللغة والكلام

تتم معالجة هذه الاضطرابات عادةً بتقييم مهارات اللغة والكلام والتواصل المعرفي والبلع عند الطفل المصاب , من أجل تحديد أنواع مشكلات التواصل الموجودة والطريقة الأمثل في معالجة هذه المشكلات .

ويعالج أخصائيو اللغة والكلام نموذجياً هذه الاضطرابات بالعمل مع الطفل خطوةٌ بخطوة ضمن مجموعاتٍ صغيرة من الأطفال , أو ضمن الصف الخاص باضطرابات اللغة والكلام , وتتضمن المعالجة عدداً من الاستراتيجيات :

  1. نشاطات التدخل اللغوي , التي تتم بتواصل أخصائي اللغة والكلام مع الطفل من خلال اللعب والتحدث إليه واستخدام الكتب والصور والمجلات والأشياء الملموسة الأخرى , مع إعادة التدريب عدة مرات لبناء مهارات اللغة والكلام عند الطفل .
  2. نشاطات معالجة اللفظ , وتتضمن تمارين خاصة يكرر من خلالها الطفل لفظ الأحرف والكلمات , ويقوم المعالج بتصحيح الأخطاء وذلك أثناء القيام بنشاطات اللعب اليومية . ويتم اختيار طرق اللعب بما يتناسب مع عمر الطفل واحتياجاته الخاصة . وتتضمن معالجة اللفظ تدريب الطفل على كيفية اللفظ وتحريك اللسان لإصدار أحرفٍ معينة مثل حرف الراء .

ويتطلب الطفل معالجة اضطرابات اللغة والكلام في حال وجود :

  • خلل في السمع .
  • اضطرابات معرفية أو غيرها من أشكال تأخر التطور .
  • عضلات شفهية ضعيفة .
  • عيوب ولادية , كالشفة المشقوقة أو الحنك المشقوق .
  • التوحد .
  • اضطرابات تنفسية .
  • اضطرابات في البلع .
  • أذيات الدماغ .

ويجب البدء بالعلاج في أسرع وقتٍ ممكن , حيث تكون النتائج أفضل بكثير حين يتم العلاج مبكراً (أقل من 3 سنوات) . ولا يعني ذلك بأن الأطفال الأكبر سناً لا يحرزون تقدماً في العلاج , لكنهم يستهلكون وقتاً أطول وجهداً أكبر في ذلك .

ويتفق جميع خبراء اللغة والكلام على أن تدخل الأهل هو جزءٌ أساسي في نجاح العلاج , من خلال تكرار تطبيق تمارين اللغة والكلام التي يعتمدها الأخصائي في المنزل ومع أفراد الأسرة والأصدقاء .الدكتور رضوان غزال - مصدر المعلومات : وزارة الصحة - سوريا- آخر تحديث : 20/6/2017.