حمى الروماتيزم
أنت تتصفح معلومات طبية موثوقة تتوافق مع معايير مؤسسة الصحة على الإنترنت لضمان تقديم معلومات صحية موثوقة, تحقق هنا.
مؤسسة الصحة على الإنترنت HON

حمى الروماتيزم

حمى الروماتيزم

 

 

الحمى الروماتيزمية للاطفال

الحمى الرثوية

الحمى الروماتويدية لدى الطفل

 

قد يخفى على البعض أن التهاب البلعوم واللوزتين غير المعالج معالجةً فعالة يمكن أن يؤدي إلى إصابة القلب بكثيرٍ من المتاعب . إن الحمى الرثوية هي ارتكاسٌ مناعي للجسم يمكن أن يتلو التهاب البلعوم واللوزتين بجراثيم المكورات السبحية , وإصابة المفاصل وعضلة القلب بالالتهاب أيضاً .

وتؤدي إصابة عضلة القلب إلى ظهور أعراض القصور فيه إذا لم تعالج معالجةً فعالة , وقد يؤدي ذلك إلى إصابة دسامات القلب بالتليف والتمسك بعد مرور عدة سنوات , وحدوث التضيق فيها . وتصيب هذه المشكلات عادةً الأطفال بين 5 و 15 سنة . وتحدث إصابة الصمامات في الغرب بعد سنواتٍ عديدة من نوبة الحمى الرثوية , أما في العالم الثالث فتحدث الإصابة القلبية بصورةٍ مبكرةٍ جداً . وفي الوقت الذي كادت فيه الحمى الثالث فتحدث الإصابة القلبية بصورةٍ مبكرةٍ جداً . وفي الوقت الذي كادت فيه الحمى الرثوية تختفي من دول أمريكا وأوروبا فإنها ما تزال تمثّل مشكلةً صحيةً كبيرة في بلادنا , خاصةً في المجتمعات الفقيرة ذات التغذية السيئة والأماكن المزدحمة .

وتبدأ علامات الحمى الرثوية بعد 2 – 3 أسابيع من التهاب البلعوم أو اللوزتين , وقد تحدث بعد أسبوعٍ واحدٍ فقط وتسبب التهاباً في عددٍ من المفاصل . وتبدو المفاصل المصابة حمراء ومنتفخة وساخنة ومؤلمة عند الحركة , ويبدو المريض متعرقاً وشاحباً . و تختفي علامات الالتهاب بعد 24 – 48 ساعة . وأكثر المفاصل إصابةً هي مفاصل الرسغين والمرفقين والركبتين والكاحلين , ونادراً مفاصل اليدين أو القدمين .

وإذا كانت هجمة الحمى الرثوية خفيفة فقد لا تظهر أية أعراضٍ تشير إلى إصابة عضلة القلب وتمر الحالة دون تشخيص . أما إذا كانت الهجمة الرثوية شديدة فتكون الأعراض أكثر وضوحاً , وقد يشكو المريض عندها من ضيق النفس عند القيام بجهدٍ أو حين يكون مستلقياً في السرير , كما يمكن أن تظهر وذمةٌ وانتفاخٌ في الساقين .

الوقايــة من الحمــى الرثــويــة

تستطيع منع حدوث الحمى الرثوية عند الأطفال بمعالجة التهاب البلعوم واللوزتين بالمكورات السبحية معالجةً صحيحة , وهذا ما يسمى بالوقاية الأولية . كما يمكن وقف تطور الإصابة القلبية باستعمال البنسلين المديد عضلياً بشكلٍ متواصل , لمنع حدوث أية هجمات من الحمى الرثوية , وهذا ما يسمى بالوقاية الثانوية .

ويمكن التعرف على العامل الجرثومي المسبب للالتهاب بأخذ مسحةٍ من الحلق وزرعها في المختبر , كما يمكن معرفة العامل المسبب بإجراء اختبار دموي خاص بالتعرف على المكورات السبحية , وإذا كان الاختبار أو الزرع الجرثومي إيجابياً , فينبغي الاستمرار بإعطاء المضاد الحيوي لمدة عشرة أيامٍ على الأقل .

عــلاج الحمــى الرثـويــة

تعالج هجمة الحمى الروماتزمية بالراحة التامة في الفراش إلى أن تختفي تماماً , ويعود عدد ضربات القلب وتخطيط القلب وسرعة التثفل إلى معدلها الطبيعي . ويعطى المريض خلال هذه الفترة حبوب الأسبرين , وقد يحتاج إلى إعطاء حبوب الكورتيزون .

تعتبر معالجة التهاب البلعوم الجرثومي أهم خطوةٍ في الوقاية الأولية من الحمى الرثوية , ومازال البنسلين هو الدواء الأفضل في هذه الحالات . ويفضل إعطاء جرعة واحدة من البنسلين المديد عضلياً عند الأطفال الذين يشكون من التهاب بلعوم جرثومي . كما يمكن استخدام البنسلين أو الايرثرومايسين عن طريق الفم عند الأطفال الذين لديهم حساسيةٌ من البنسلين لمدة 10 أيام .

وينبغي التأكيد على ضرورة الالتزام بهذه المدة حتى لو اختفت الأعراض خلال الأيام الأولى من تناول العلاج . ويمكن مع تكرار حدوث الحمى الرثوية وتطور الإصابة القلبية , عند من أصيب أحد صمامات قلبه , بإعطاء البنسلين المديد عضلياً مرة كل 3 – 4 أسابيع باستمرار . كما يمكن استعمال السلفاديازين أو الايرثرومايسين عن طريق الفم عند من لديه حساسيةٌ للبنسلين . ويعتبر استعمال الحبوب فموياً لسنواتٍ عديدة أقل فعاليةً من هجمات التهاب البلعوم الجرثومي .

مــدة المعالجـة بالبنسلـين العضلـي

ليس هناك اتفاقٌ أكيد على المدة التي ينبغي الاستمرار فيها بإعطاء البنسلين عضلياً , ويعتمد ذلك على وجود إصابةٍ قلبية بالحمى الرثوية أو لا . وفي حال إصابةٍ قلبية ينبغي استخدام البنسلين المديد عضلياً مرة كل 3 أسابيع لفترةٍ زمنيةٍ طويلة , ويتم التوقف غالباً عندما يصل المريض إلى 30 – 35 عاماً . أما إذا لم تكن هناك إصابةٌ قلبيةٌ فينبغي إعطاء البنسلين عضلياً كل 3 أسابيع لمدة 5 سنوات بعد حدوث هجمة الحمى الرثوية , أو لأوائل العشرينات من العمر .

الحساسيــة تجــاه البنسليـــن

تنتاب المخاوف بعض الأهل من حقنة البنسلين خشية حدوث تحسس للبنسلين عند طفلهم المريض. ويحدث الارتكاس التحسسي عند حوالي 3% من الناس , أما الصدمة التحسسية فتحدث عند 2 بالألف من الحالات فقط . وتصيب معظم هذه الحالات الأطفال الذين يزيد عمرهم عن الـ 12 سنة , كما يمكن منع 90% من الهجمات الأولى للحمى الرثوية باستعمال البنسلين المديد عضلياً بصورةٍ منتظمة , لذلك فإن الوقاية من الحمى وأمراض القلب الرثوية بإعطاء البنسلين تفوق بكثير مخاطر الارتكاس التحسسي منه .الدكتور رضوان غزال - مصدر المعلومات : وزارة الصحة - سوريا- آخر تحديث : 31/5/2017.