تواصل الأم مع طفلها حديث الولادة
تولد مع الطفل قدرته على البكاء وتكون طريقته الأولى في التواصل مع الآخرين , فصرخاته تعني وجود خطأ ما , كأن تكون معدته فارغة أو أقدامه باردة أو أنه مبلل أو أنه يشعر بالتعب أو أنه بحاجةٍ إلى الحنان .
وخلال وقتٍ قصير تستطيع الأم تمييز احتياجات طفلها والاستجابة لها من طريقة بكائه , وعلى سبيل المثال تكون صرخات الجوع قصيرة ومنخفضة عادةً .
ويستطيع المولود التمييز بين أصوات الناس والأصوات الأخرى من حوله , خاصة ًصوت أمه , فهي المُشعر له بالدفء والأمان واقتراب موعد الطعام . ولعل أبسط مثالٍ على ذلك ملاحظة كيف يهدأ سريعاً عند سماع صوت أمه , وكيف يركز انتباهه إليها عندما تتحدث معه بودٍ وحنان . وفي مثل هذه الحالات يمكن أن يتواصل الوليد مع أمه بتغيير وضعية جسده أو تحريك ذراعيه وساقيه , وتظهر ابتسامته الأولى خلال الشهر الأول من العمر . وبشكلٍ عام يكون التواصل مع المولود الحديث بالصوت واللمسات , ومن هنا يمكن أن تدرك الأم أهمية التحدث مع طفلها حتى لو لم يفهم ما تقول , وأن يكون حديثها إليه ودوداً هادئاً يشعره بالأمان والاطمئنان . وحين ُتظهر الأم لمولودها العناية والاهتمام تجعله يشعر بأهميته وقيمته لديها .
وقد يمر الوليد بنوبةٍ من البكاء مجهولة السبب , لا تستطيع الأم مهما حاولت إيقافه عنها . وتظهر هذه النوبة غالباً بين بداية المساء ومنتصف الليل , وتستلزم من الأم تجريب أشكالٍ مختلفة من التعامل مع طفلها لتهدئته , كحمله والمشي به جيئةً وذهاباً أو هزه في السرير أو الغناء له .
وبشكل عام لا تستمر نوبات البكاء مجهولة السبب لوقتٍ طويل , حيث يجتازها معظم الأطفال بعد الأشهر الثلاثة الأولى من العمر .
ومع ذلك يفضّل أن تستشير الأم طبيب الأطفال عند ظهور مثل هذه الحالة , للتأكد من أن طفلها لا يعاني من مشكلةٍ ما , كنقص التغذية أو المرض . وفي كثيرٍ من الأحيان يكون سبب بكائه وجود ما يزعجه أو يؤلمه داخل ثيابه أو في الأشياء من حوله , مما يتطلب من الأم أن تفتش دوماً عنها في ملابسه والوسائد وأغطية السرير وغيرها .الدكتور رضوان غزال - مصدر المعلومات : وزارة الصحة - سوريا- آخر تحديث : 13/6/2017.