التهاب سنجابية النخاع
أنت تتصفح معلومات طبية موثوقة تتوافق مع معايير مؤسسة الصحة على الإنترنت لضمان تقديم معلومات صحية موثوقة, تحقق هنا.
مؤسسة الصحة على الإنترنت HON

التهاب سنجابية النخاع

التهاب سنجابية النخاع

مرض شلل الاطفال

 poliomyelitis

يبدو أن شلل الأطفال في طريقه لأن يكون من أمراض العصر القديم . فقد مضت ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة منذ نقش نحات صورة هذا الشاب المصري بساقه الضامرة ، نتيجة إصابته بشلل الأطفال على الأرجح . لقد ظل هذا المرض عبر التاريخ مرضاً مخيفاً ، نجمت عنه مئات الألوف من حالات الشلل في جميع أنحاء العالم ، حتى تم اكتشاف لقاح ضده في خمسينيات القرن العشرين . 

ما هو شلل الأطفال او التهابية سنجابية النخاع : 

شلل الأطفال (التهاب سنجابية النخاع) مرض فيروسي حاد ، تتراوح حصيلته ما بين عدوى خفية وبين مرض شللي قد يفضي إلى الوفاة إن أصاب أعصاب الجهاز التنفسي أو غيرها من أعصاب العضلات الحيوية .وهو يؤدي في معظم الحالات إلى شلل رخو في أحد الساقين أو كليهما .

أسباب شلل الأطفال او التهابية سنجابية النخاع : 

شلل الأطفال (التهاب سنجابية النخاع) مرض يسببه فيروس ضاري يسمى فيروس شلل الاطفال او فيروس بوليو poliovirus توجد منه ثلاثة أنماط (3.2.1) . وهذه الأنماط الثلاثة يمكنها أن تسبب الشلل . ولكن النمط 1 هو أكثرها إحداثاً للشلل ، كما يشاهد في معظم الأوبئة . وبمجرد أن يدخل هذا الفيروس إلى جسم الإنسان فإنه يتجه بصفة خاصة إلى مهاجمة الخلايا العصبية الحركية في النخاع الشوكي والدماغ ، مما ينتج عنه إتلافها .

انتشار شلل الأطفال او التهابية سنجابية النخاع :  

تؤكد المعلومات المتاحة أن فيروس السنجابية poliovirus لا يصيب إلا البشر فقط . فلا ينتقل هذا الفيروس من شخص إلى آخر وهو ينتشر أساساً عن طريق وصول التلوث البرازي إلى الفم ، ولا سيما في المناطق التي يتدنى فيها مستوى الإصحاح . أما في البلدان التي يرتفع فيها مستوى الإصحاح فإن العدوى عرضة للإصابة بالمرض هم الرضع والأطفال دون السنة الخامسة من العمر . ولقد كان المرض موجوداً في جميع بلدان العالم قبل استخدام اللقاحات المضادة لشلل الاطفال . ومنذ ذلك الحين أخذ المرض يختفي في البلدلن التي طبقت برامج وطنية قوية للتمنيع (التطعيم ) على نطاق واسع .

وفي كثير من البلدان يعتبر المرض موسمياً ، إذ يكون أكثر حدوثاً في موسم ارتفاع الحرارة والرطوبة . وعندما يصاب أي شخص بنمط معين من فيروسات السنجابية فإنه يكتسب مناعة ضد هذا النمط تستمر طوال حياته . ولكن لا توجد مناعة تبادلية (متصالبة) بين الأنماط المختلفة للفيروس .

يقدر أن هناك ما بين عشرة ملايين وعشرين مليوناً من الأشخاص من جميع الأعمار يعيشون بشلل الأطفال في العالم ومنذ استخدام اللقاحات المضادة لشلل الأطفال أخذت الحالات في الختفاء سريعا في كثير من بلدان العالم التي تصل فيها التطعيمات الروتينية إلى نسب مرتفعة بين الرضع وصغار الأطفال . فلقد سجلت آخر إصابة محلية بهذا المرض في البلدان الأمريكية عام 1991 . كما أن بلدان غرب المحيط الهادي ومن بينها الصين ، أصبحت الآن خالية تماماً من هذا المرض . ولكن المرض لا يزال متوطناً في بلدان  كثيرة ، تشمل العديد من بلدان أفريقيا وشبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا . وفي إقليم شرق المتوسط تحررت من شلل الأطفال بلدان متعددة بينما لا يزال المرض يتوطن في بلدان أخرى . ولقد كان عدد الحالات الجديدة التي سجلت في العالم كله عام 1997 يبلغ عُشر العدد الذي سجل في عام 1988 . وتتناقص الحالات المبلغة سريعاً مع استمرار الجهود الفعالة ضد المرض في جميع أنحاء العالم .  

أعراض شلل الأطفال او التهابية سنجابية النخاع :  

تمر العدوى بفيروس السنجابية poliovirus بصورة خفية في أكثر من 90% من الذين يصابون بها ، أضف إلى ذلك أن ما بين 4% و 8% من حالات العدوى تؤدي إلى اعتلال طفيف ، وأن حوالي 1 % من الحالات تحدث بها أعراض عصبية . وتؤدي العدوى بفيروس السنجابية إلى الشلل في ما بين شخص واحد وعشرة أشخاص من كل 1000 شخص معرض . وبينما لا تلاحظ أية علامات مرضية في الإصابات الخفية ، فإن هؤلاء المصابين يستطيعون نشر الفيروس بين الآخرين .

وتبدأ أعراض الإصابة غالباً باعتلال طفيف ، تصحبه حمى خفيفة والتهابات بالحلق ، وتقيؤ وألم بالبطن وفقدان الشهية وبعض التوعك . وهذه الأعراض ليست مميزة ولا يمكن التمييز بينها وبين حالات العدوى الفيروسية الخفيفة الأخرى . وسرعان ما يشفى المريض من هذه الأعراض شفاءً تاماً . وتكون المظاهر العصبية مصحوبة بالتوعك والحمى والصداع والآلام العضلية وفرط الإحساس وتشوش الحس . وربما توجد كذلك أعراض الغثيان أو التقيؤ أو الإسهال أو الإمساك أو فقدان الشهية ، فضلاً عن تيبس الرقبة .

الشلل بسبب مرض التهابية سنجابية النخاع :  

في الحالات التي تنتهيبالشلل يلاحظ أن مسار المرض يمر عبر طورين ، طور أصغر minor وطور أكبر major ، وأحياناً ما تفصل بين الطورين عدة أيام بلا أعراض . ويعاني المريض في الطور الأصغر من الحمى والاعراض التنفسية العلوية وأعراضاً معدية معوية ، أما الطور الأكبر فيبدأ بآلام عضلية وتشنجات بالعضلات ومعاودة الحمى . وقد تختفي المنعكسات reflexes قبل أن يظهر بوضوح ضعف العضلات .

ويصيب الشلل الساقين أكثر ما يصيب الذراعين ، وعادةً ما لا يتناظر في الجانبين asymmetric . ويمكن في الحلات الوخيمة أن يصاب المريض بالشلل الرباعي ، حيث يصيب الشلل عضلات الجذع والبطن والصدر ، الأمر الذي تترتب عليه عواقب خطيرة . وتصبح العضلات المشلولة رخوة وتفقد توترها . ومع ذلك فإن الإحساس بالألم واللمس يظل بدون تغيير .

عدوى شلل الأطفال او التهابية سنجابية النخاع :  

يتسم فيروس السنجابية بقدرة فائقة على الانتقال . فالتعرض لشخص يحمل العدوى في بيت سيء الإصحاح ، قد يؤدي إلى معدل يكاد يصل إلى 100% لعدوى المخالطين غير الملقحين . ويكون المصاب بالعدوى أشد قدرة على نقلها أثناء الطور المبكر للعدوى  وفي الحلات قبل بداية الأعراض وأثناء الأيام المبكرة للمظاهر السريرية .

ويمكن مشاهدة فيروس السنجابية في إفرازات الحلق في وقت مبكر يصل إلى 36 ساعة بعد التعرض للعدوى . كما يشاهد في البراز بعد 72 ساعة من التعرض ، سواء أفضى ذلك إلى عدوى خفية أو إلى مظاهر سريرية .

كل شخص ليست لديه مناعة ضد المرض يمكن أن تصيبه العدوى . ويمكن اكتساب المناعة من خلال مقرر كامل من التطعيمات ، وكذلك بعد الإصابة بالعدوى الطبيعية ، سواء نتج عنها الشلل أم لم ينتج . ويعتقد أن المناعة الناجمة عن مقرر كامل من التطعيمات سوف تستمر طوال الحياة . أما المواليد الذين يولدون لأمهات منيعات ، فإنهم يحملون أضداداً (أجساماً مضادة) تحميهم من شلل الأطفال بضعة أسابيع يصبحون بعدها معرضين للعدوى ، إذا لم يكن قد بدأ تطعيمهم .

خطورة شلل الأطفال او التهابية سنجابية النخاع :  

معدل الوفاة بين المصابين بشلل الاطفال (التهاب سنجابية النخاع) منخفض ، وعادة أقل من 50% ، وغالباً ماتنجم الوفاة عن فشل الجهاز التنفسي . أما الشفاء من الإصابات الشللية فيتوقف على مدى تأثر العضلات . فبعد بداية المرض بستة أسابيع يختفي معظم التلف العصبي القابل للتحسن . أما العضلا تالتي تظل مشلولة بعد الأسابيع الستة فيرجح أنها تبقى مصابة بشلل دائم . وأي تحسن قد يحدث بعد ذلك سوف يكون طفيفاً ، ويعتمد على تضخم حجم العضلات وتدريبها ، وليس على استعادة وظائف الخلايا العصبية .

الوقاية من شلل الأطفال او التهابية سنجابية النخاع :  

تُكتسب المناعة من شلل الأطفال (التهاب سنجابية النخاع) عن طريق التمنيع (التلقيح) . ومن الأهمية بمكان أن يبدأ تلقيح الطفل في أقرب وقت ممكن بعد ولادته وفي كل بلد جدول لتلقيح الأطفال يتناسب مع الوضع الوبائي السائد فيه . ويوجد نوعان من لقاحات شلل الأطفال ، اللقاح الحي الموهن (المضعف) الذي يعطى بالفم (opv) واللقاح المقتول الذي يعطى حقناً (ipv) . واللقاح الفموي هو النوع الذي يستعمل على نطاق واسع . وهو  يحضّر من ذراري خاصة تختلف عن ذراري الفيروس الضاري الذي يسبب المرض .

وعند إعطاء اللقاح الفموي لجميع الأطفال في نفس الوقت ، كما يحدث في الحملات التي تعرف باسم الأيام الوطنية للتمنيع (التطعيم) ، فبالإضافة إلى تحقيق الحماية الشخصية ضد المرض ، يمكن أن يؤدي ذلك إلى إبادة أية فيروسات ضارية تكون سارية في المجتمع ، ويقيم حائلاً فعالاً أمام انتشارها . ولهذه الأسباب يعتبر اللقاح الفموي هو اللقاح المفضل للقضاء على شلل الاطفال .

وتكاد لا توجد أية موانع ضد التطعيم باللقاح الفموي .وينبغي أن لا يؤجل التطعيم إلى في الحالات المرضية الشديدة التي تتطلب معالجة الطفل داخل المستشفيات . وجدول التطعيمات الموصى به للتطعيم الأولي يتضمن ثلاث جرعات من اللقاح الفموي . تفصل كلا منها عن الأخرى مدة 4-8 أسابيع ، بحيث يبدأ إعطاء اللقاح عند بلوغ الطفل 6-8 أسابيع من العمر ، وبالإضافة إلى هذا التطعيم الأولي يوصى بإعطاء الطفل جرعات تعزيزية . وفضلاً عن ذلك يعطى جميع الأطفال دون السنة الخامسة من العمر ، في الأيام الوطنية للتمنيع ، جرعتين من اللقاح تفصل بينهما 4-6 أسابيع ، بصرف النظر عن ما سبق أن تناولوه من تطعيمات .

التخلص من شلل الأطفال او التهابية سنجابية النخاع :  

ترى منظمة الصحة العالمية أن شلل الأطفال (التهاب سنجابية النخاع) هو واحد من عدد محدود من الأمراض التي يمكن استئصالها للأسباب التالية :

  1. أنه يصيب الإنسان فقط .
  2. ويوجد لقاح فعال ضده .
  3. والمناعة ضده تستمر طوال العمر .

ولا يوجد أشخاص يحملون فيروس السنجابية مدة طويلة ، كما لا يوجد له مستودع من الحيوانات أو الحشرات . ولا يستطيع الفيروس أن يعيش في البيئة المحيطة إلا مدة قصيرة . وسرعان ما يهلك بمجرد حرمانه من الإنسان الثوي (المضيف) .

 تتكون استراتيجية منظمة الصحة العالمية لاستئصال شلل الأطفال (التهاب سنجابية النخاع) ، من أربعة عناصر :

  • وتعتبر التغطية الواسعة بالتطعيم الروتيني (على الأقل 90%) بثلاث جرعات من اللقاح الفموي ، بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن مداومة هذا الجهد بين كل الفئات السكانية حتى لا تتراكم أعداد المعرضين لعدوى ، الأمر الذي قد ييسر انتشار الفيروس الضاري .
  • وتهدف التطعيمات  الإضافية (الحملات الجموعية ، والأيام الوطنية للتمنيع ) بهدف تعزيز التطعيمات الروتينية ، ولا تحل محلها بأي حال من الأحوال . والغرض منها إيقاف انتشار الفيروسات الضارية بتطعيم جميع الأطفال دون الخامسة من العمر في نفس الوقت تقريباً . ومن شأن هذه الجرعات الإضافية أن تعزز مناعة الاطفال الذين سبق تمنيعهم .
  • ويلزم إجراء ترصد محكم (وهذا يعني البحث عن أي حالات من الشلل الرخو الحاد) . حتى يمكن التعرف سريعاً على هذه الحالات ، والتحري عنها ، بما في ذلك إجراء ما يلزم من الفحوص المخبرية .
  • ويتطلب هذا العمل تعاوناً وثيقاً بين المسؤولين عن الأعمال السريرية والوبائية والمخبرية . وفي مقدمة الجميع ، الجمهور ، الذي ينتظر منه أن ينبه السلطات الصحية إلى أي حالات مشتبهة . ومن شأن الترصد أن يتيح للسلطات الصحية معرفة ما إذا كان فيروس السنجابية الضاري لا يزال منتشراً في المجتمع أم لا ، حتى يمكنها مواجهة الموقف على الفور .
  • وفي تنظيم حملات التطعيم التطهيرية تستخدم بيانات الترصد للتعرف على المناطق التي تحدث فيها الإصابات الأخيرة بشلل الأطفال .
  • فتلك مناطق عالية المخاطر ، عادة ما تكون التغطية بالتطعيمات الروتينية فيها متدنية ، أو تكون مجاورة لحدود مناطق مستوطنة ، أو يكون الترصد فيها أقل مما ينبغي . وتوجه إلى هذه المناطق حملات تطهيرية mopping up حيث تجري دورتان من التطعيم المكثف باللقاح الفموي من بيت إلى بيت ، تشملان جميع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات بصرف النظر عما سبق أن أخذوه من تطعيمات ، وتفصل بين الدورتين مدة تتراوح من 4 إلى 6 أسابيع .
  • وينبغي لحملات التطعيم التطهيرية ، أن تشمل البحث النشيط عن حالات الشلل الرخو الحاد إلى جانب ما تقدمه للأطفال من جرعات إضافية من اللقاح الفموي . الدكتور رضوان غزال - مصدر هذه المعلومات :WHO - آخر تحديث 25/06/2020