التأتأة عند الأطفال
التأتأة عند الأطفال
تلعثم الطفل في الكلام
تهتهة الطفل
ما هي التأتاة أو تلعثم الكلام عند الأطفال و المراهقين ؟
التأتاة أو تلعثم الكلام عند الأطفال حسب منظمة الصحة العالمية هي اضطراب لا إرادي في نظم الكلام بحيث يكون هناك تكرار بعض أجزاء الكلمة قبل نطقها كاملةً ( كان يقول الطفل : تتتتتـ .... قبل نطق كلمة تفاحة ) خاصةً الأحرف الساكنة , أو تكرار بعض الكلمات أو العبارات , أو تطويل الكلمة عند لفظها , أو التوقف عند جزء معين من الكلمة و إصدار صوت ما في منتصف هذه الكلمة ( أأأأأ.....) , مع كون الطفل يعرف ما يقول و ما يريد ان يقول , و هي غالباً مرحلة تطورية طبيعية من مراحل اكتساب اللغة عند الطفل , و أكثر ما تظهر بين عمر سنتين و 5 سنوات , و هي تصيب حوالي 5 % من الأطفال , و أكثر الحالات تتحسن لوحدها بعمر 5 سنوات , و حالات قليلة تستمر فيها التأتأة لعمر أكثر من 5 سنوات..
ما هي أسباب التأتأة ؟
تبدأ التأتأة stuttering البدئية كتطور لا نموذجي خلال فترة تعلم الكلام عند الطفل ، وتبدأ تدريجيا بتكرار الأحرف الساكنة أولا ثم يتلو ذلك عادة تكرار الكلمات والعبارات، و التأتاة مرحلة طبيعية من تطور الكلام عند الطفل في عمر السنتين و تسمى هنا developmental dysfluency , و لا تعتبر حالة مرضية إلا إذا استمرت لما بعد عمر 5 سنوات و تسمى هنا pathologic dysfluency , و يعتقد أن هناك الكثير من العوامل التي تساهم في حدوث التأتأة و أهمها :
-
الوراثة : ففي 60 % من الحالات يكون هناك أحد الأقارب مصاب بالتـأتأة أيضاً.
-
وجود مشاكل أخرى في الكلام عند الطفل أو مشاكل تطورية.
-
وجود اختلافات في مناطق معالجة اللغة في الدماغ عند المصابين بحالة التأتأة بحيث تتم المعالجة في أكثر من مكان في الدماغ و يكون هناك خللاً في رسائل الدماغ الموجهة نحو العضلات المسؤولة عن لفظ الأحرف.
ما هي العلامات الأولى لحدوث التأتاة عند الطفل ؟
تظهر أولى علامات التأتأة بعمر 18 إلى 24 شهراً , حيث يحاول الطفل بهذا العمر تأليف الجمل , و يشكل الطفل الذي يتأتأ مشكلة للأهل من حيث خوفهم و قلقهم عليه , و التأتاة مرحلة طبيعية من تطور الكلام عند الطفل في عمر السنتين , و لا تعتبر حالة مرضية إلا إذا استمرت لما بعد عمر 5 سنوات , حيث يحدث تكرار بعض أجزاء الكلمة قبل نطقها كاملةً ( كان يقول الطفل : تتتتتـ .... قبل نطق كلمة تفاحة ) خاصةً الأحرف الساكنة , أو تكرار بعض الكلمات أو العبارات , أو تطويل الكلمة عند لفظها , أو التوقف عند جزء معين من الكلمة و إصدار صوت ما في منتصف هذه الكلمة ( أأأأأ.....) و قد تستمر الحالة من أسابيع إلى أشهر قبل عمر 5 سنوات , و قد تغيب لتعود و تظهر من جديد , و في الحالات الشديدة و المرضية قد تترافق مع قيام الطفل بحركات في الوجه و الجسم كمحاولة منه للتصحيح , و في عمر المدرسة قد يصاب الطفل بالقلق و التوتر بسبب تعرضه للانتقاد و السخرية أحياناً.
ما هو مستقبل الطفل المصاب بالتاتأة ؟
يعاني حوالي 5% من الأطفال من التأتأة وعادة ما تتراجع معظم الحالات عفوياً بعمر 5 سنوات , و من بين هؤلاء الذين لا يتحسنون قد يستمر حوالي 20% بالمعاناة من هذه الإعاقة حتى الكهولة, مع ميل المرض للتحسن لدى البنات بشكل أسرع من الصبيان. يمكن للطبيب مساعدة الوالدين على تقبل الأنماط البدئية لعسر طلاقة الكلام لدى الطفل، حيث يسهم إنقاص التركيز عليها بالتنبؤ بنتائج أفضل، كما يتوجب إشعار الطفل بأنه ناجح ويحرص على توفير الرعاية له بالسبل الممكنة، ويتم الرجوع إلى المعالج الكلامي الاختصاصي إذا استمر طراز الكلام على حاله، وتشمل المقاربات العلاجية تمارين ضبط التنفس واستخدام مسرع metronome منمنم ينظم سرعة نظم الكلام.
ما تأثير التأتأة و تلعثم الكلام على الطفل و المراهق في حال عدم مساعدته على العلاج ؟
وقد يحدث القلق وبعض الاستجابات السلوكية عند إدراك الطفل أو المراهق المصاب لعسر الطلاقة الذي يعاني منه، وعندما يترسخ الوضع تحدث حركات تكرارية و قسرية لمجموعات عضلية مختلفة خاصة في الوجه , و ذلك بشكل ثانوي في سياق محاولة الطفل إجبار الكلمات على الخروج وتحرير التوتر المركب داخلياً , فقد يصاب الطفل بالقلق و التوتر بسبب تعرضه للانتقاد و السخرية أحياناً.
ماذا عن الطفل الذي يتأتأ و يتلعثم في المدرسة ؟
من حسن الحظ أن أكثر حالات التأتأة تكون قد زالت مع دخول الطفل للمدرسة , و في حال استمرار التأتاة حتى دخول الطفل إلى المدرسة فمن المرجح أنه يدرك ذلك و قد تسبب له بعض المصاعب , و قد يلاحظ ذلك المدرس و الزملاء و قد يسبب له الإحراج , فيجب عندها التحدث مع طاقم التدريس , و يراعي وضع الطالب في الصف , و يقلل من المواقف المحرجة للطفل داخل الصف , حتى تيم البدء بمعالجة الطفل.
متى يجب اعتبار التأتأة حالة غير طبيعية و بالتالي متى تطلب المشورة الطبية ؟
يجب طلب المشورة الطبية في كل حالة تأتأة تستمر لما بعد عمر 5 سنوات , و تطلب أيضاً قبل هذا السن إذا كانت الحالة شديدة و تسوء و تجبر الطفل على استخدام حركات إضافية في الوجه خلال الكلام , و تطلب مشورة طبيب الأطفال الذي قد يطلب مشورة أخصائي التخاطب , و لابد من عرض الطفل على أخصائي الكلام والتخاطب في الحالات التالية :
-
عندما يصبح تكرار الكلمات و العبارات واضحاً عند الطفل
-
عندما تأخذ حالة الطفل بالسوء أكثر فأكثر
-
عندما يتلكأ الطفل في لفظ الكلمات
-
عندما يصبح الكلام مجهداً و عبءً على الطفل
-
عندما يتجنب الطفل المواقف التي تحتاج منه الكلام
-
عندما يقوم الطفل بحركات و تعابير غريبة في الوجه خلال الكلام
-
عند وجود مشاكل أخرى في كلام الطفل
ما هو علاج التأتأة عند الطفل ؟
لا داعي للعلاج عند الأطفال قبل عمر 5 سنوات , إلا إذا كانت الحالة شديدة وتسوء أكثر فأكثر و تترافق مع استخدام الطفل لحركات غريبة في الوجه أو الجسم , و في هذه الحالة و الحالات التي تستمر لما بعد عمر 5سنوات يجب طلب مشورة أخصائي معالجة النطق و الكلام ( speech-language therapist) الذي سيتولى العلاج , و الحالات الشديدة و الوراثية قد لا تزول و لكن تخف مع العلاج.
ما هو دور الأم والأب في تخيف التأتأة عند الطفل ؟
يكون دور العائلة الرئيسي هو توفير الجو المناسب للطفل لكسب المزيد من الثقة بنفسه , و ذلك من خلال النصائح التالية :
-
لا تفرط في تصحيح الكلام الذي يتأتأ فيه الطفل أو عندما يتلعثم , و تقبل الأمر بروح مرحة
-
قم باستغلال أوقات الطعام للحديث مع الطفل و لا تقم بمشاهدة التلفزيون أو الاستماع للراديو خلال ذلك
-
لا تقوم بانتقاد الطفل , و لا تطلب منه البطء في الكلام , ....
-
لا تطلب من الطفل القراءة بصوتٍ عالٍ عندما يكون مرتبكاً و غير مرتاحاً و لكن قم باللعب معه حتى يسترخي
-
لا تطلب من الطفل إعادة الكلام من جديد
-
لا تطلب من الطفل التفكير قبل النطق
-
قم بتوفير جو من الهدوء في البيت
-
تكلم بوضوح و ببطء مع طفلك المصاب بالتأتأة , و مع كل أفراد الأسرة
-
قم بالنظر جيداً إلى طفلك خلال التحدث إليه
-
اطلب من الطفل التحدث عن نفسه حتى ينتهي من الفكرة التي يريد , و أترك فاصل قصير بين السؤال و الآخر...الدكتور رضوان غزال MD, FAAP -مصدر المعلومات : webMD - آخر تحديث :15/01/2020